كتب _ عبدالرحمن شاهين
يشهد سوق السيارات العالمي في الآونة الأخيرة تراجعًا غير مسبوق في الأسعار، مما يجعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كان قد بدأ عصر انهيار أسعار السيارات عالميًا. يُفسر هذا الانخفاض الكبير بأنه يأتي نتيجة لزيادة الإنتاج بشكل ملحوظ في الصين وأوروبا، بالإضافة إلى انخفاض الطلب الاستهلاكي في الأسواق الرائجة.
تأثرت الشركات الكبرى في هذا القطاع بشكل واضح، إذ شهدت بورشه انخفاضًا في مبيعاتها في السوق الصيني بنسبة تتجاوز 28% خلال عام واحد، مما أثر سلبًا على أدائها العالمي. كما قامت مرسيدس-بنز بتسجيل تراجع في مبيعاتها في الصين بنسبة 20%، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أرباحها السنوية بنحو 28% بسبب الطلب الضعيف وزيادة تكاليف الإنتاج.
لم تكن BMW بمنأى عن التأثيرات السلبية، حيث تراجعت أرباحها بصورة حادة في الربع الأول من العام الحالي مع وصول مبيعاتها في الصين إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات. كما سجلت فولكس فاجن انخفاضًا في الطلب على سياراتها الكهربائية في أوروبا والصين، مما دفعها لتقليص توقعاتها السنوية في ظل “حرب الأسعار” المشتعلة في قطاع السيارات الكهربائية.
يشير المتخصصون إلى أن الشركات الصينية، مثل BYD، غيرت قواعد اللعبة في السوق العالمية بتقديم سيارات كهربائية متطورة بأسعار أقل بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالسيارات الأوروبية. ويعتقد الخبير في الأسواق مايكل شتاينر أن الصناعة دخلت مرحلة جديدة حيث لم يعد السعر هو المعيار الوحيد، بل التقنية والكفاءة الإنتاجية، وتتفوق الصين في كلا الجانبين.
تشير بيانات حديثة إلى ارتفاع مخزون السيارات الجديدة لدى الوكلاء في أوروبا والولايات المتحدة بنسبة تفوق 40% مقارنة بالعام الماضي، مما دفع هؤلاء الوكلاء إلى تقديم خصومات وعروض تمويل مغرية لتخفيض المخزون المتراكم.
تتوقع تحليلات السوق استمرار تراجع أسعار السيارات خلال العام المقبل، فيما يُتوقع أن يكون عام 2026 عامًا صعبًا للشركات الكبرى، ولكنه قد يكون في صالح المستهلكين.
![]()
