هل من سامع أو مجيب
بقلمى: محمد عنانى
قد بُح صوتنا وصوت من ينادى بتعديل قانون التصالح فى مخالفات البناء ليكون أكثر عدلا ً وإنصافاً لفئة عريضة من البُسطاء فى شتى أنحاء مصر المحروسة ممن قاموا ببناء منازل بسيطة تأويهم وتسترهم هم وأسرهم بجهد جهيد ومن حر مالهم على مدار أعوام وليس للتجارة والتربح .
ولكن هيهات هيهات فلا من سامح للأصوات ولا مُستجيب للأنات والصرخات من هذا القانون الفاشل الجائر بكل معنى الكلمة فهو القائم فى أساسه على مخالفة الدستور والتمييز بين المواطنين تبعا لمحال إقامتهم بل وبين مدينة وأخرى وذلك تبعاً لمصالح وأهواء من قاموا بسنه وتشريعه لخدمة مصالحهم ليس إلا .
وبرغم أن هذا القانون المشين المعيب أثبت فشله الزريع وعدم قابلية تطبيقه فى أرض الواقع بعد مرور سنوات على سنه وتشريعه إلا أن حكومتنا الرشيدة أتت بتعديل جديد ليس إستجابة لهؤلاء البسطاء وتأوهاتهم وأنينهم وصراخهم بل لتقنين أوضاع أصحاب الحظوة من المخالفين من أصحاب رؤس الأموال ممن قاموا ببناء الأبراج الشاهقة المخالفة بل والمتعدية على خطوط التنظيم وأكثرها بلا أى أساس هندسى ؛
بل والمتشدقون تأييدا لهذا القانون الجائر يدعون أنه أتى كضرورة ملحة وإقتصادية هامة للعمل على حل مشاكل الكثير من المواطنين وراحتهم رغم أنه أتى لخدمة فئة محدودة من أصحاب المصالح والسطوة والنفوذ ومن يملكون القدرة على لى زراع الدولة وتطويعها وإجبارها على الخضوع والإزعان لرغباتهم .
وللأسف الشديد فمن يعتبرون أنفسهم نواباً للشعب هم من يروجون لهذا الزيف ويدعون أنه تم عرض هذا القانون وتعديلاته لحوار مجتمعى فأى حوار مجتمهى هذا الذى تم ومع من هل مع سكان القصور والفيلات وأصحاب السيارات الفارهة أم تم فى القاعات المغلقة وفى النوادى الكبرى هل نزلوا إلى مدن وقرى مصر فى شتى ربوعها وتحاورا مع البسطاء وسمعوا مشاكلهم للعمل على حلها المؤكد بالقطع لم يحدث ولن يحدث لأن من يسن لنا القوانين ليسوا منا ولا من بيننا ولا يقاسون آلامنا .
إن ما نتمناه ياسادة هو الإنصاف بعينه بتخفيض رسوم التصالح على المتر للبسطاء ممن بنوا منازل لأسرهم وليست للتجارة ليكون رسما مقبولا كما فى القرى وكذا العدل فى حدود الإرتفاع لمن يكمل التصالح ويود إستكمال البناء فليس من العدل أن يكونا جارين أحدهما قام بالمخالفة ببناء سبعة أدوار وجاره لا يُسمح له إلا بثلاثة أدوارفقط فهذا الظلم بعينه ولكن يجب التوسط بينهم وخاصة فى المدن ذات الكثافة والتى ليس لها ظهيرا صحراويا.
وكل ما أقوله للقائمين على التشريع وخاصة هذا الذى صدع رؤسنا فى شتى القنوات بكلام هو من دروب الخيال والأوهام بل والبعيد كل البعد عن الواقع أقول له ولهم جميعا إتقوا الله فينا ولا تخونوا الأمانة التى حُملتموها وإعلموا أنكم ستقفون أمام الله عاجلا أو آجلا للحساب عما فعلتم بنا وعما إكتسبتم وجنته أيديكم .
هل من سامع أو مجيب
بقلمى محمد عنانى
قد بُح صوتنا وصوت من ينادى بتعديل قانون التصالح