كتب _ عبدالرحمن شاهين 
فوز زهران ممداني مش حدث عادي، ده تحدي حقيقي للنظام الرأسمالي الأمريكي اللي بيسيطر على الاقتصاد والسياسة بقبضة من حديد.
الراجل داخل بمعركة صعبة، برنامج اشتراكي بيكلم الناس عن العدالة الاجتماعية، وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء. لكن المشكلة إن اللي بيواجههم مش خصم واحد، ده بيواجه شبكة نفوذ ضخمة: من وول ستريت لحد الشركات العملاقة واللوبيات السياسية زي اللوبي الإسرائيلي، وطبعًا نفوذ ترامب وحلفاؤه.
نيويورك هنا هي ساحة المعركة. مش مجرد مدينة، دي مركز القرار المالي والسياسي في أمريكا. برج ترامب هناك مش بس مبنى، ده رمز لهيمنة رأس المال.
وممداني لما يقرر يخوض المعركة من قلب نيويورك، كأنه بيقول: “هواجه النظام من جوه عقر داره”.
سياسات ترامب الاقتصادية قبل كده كشفت قد إيه الرأسمالية المتوحشة بتأكل في الطبقة المتوسطة والفقيرة. تهديداته، وقطع التمويل عن برامج الناس الغلابة، خلت الكل يحس إن اللعبة مش عادلة، وإن الأغنياء بيكسبوا دايمًا. بس في نفس الوقت، ده خلق وعي جديد عند الناس — وعي ممكن يكون السلاح اللي يرفع ممداني.
نيويورك مليانة تنوع، فيها الفقير والمهاجر والعامل والمثقف، ودي طاقة بشرية ضخمة لو اتنظمت صح ممكن تغيّر المعادلة. بس الطريق مش مفروش ورد.
المؤسسات المالية والسياسية مش هتسكت، واللي مستفيد من الوضع الحالي مش هيقبل يخسر بسهولة. الدعم الشعبي مهم، لكن من غير تنظيم وضغط سياسي فعّال، الاشتراكية هتفضل مجرد شعار حلو.
اللي بيحصل مش مجرد نقاش فكري بين اشتراكية ورأسمالية، دي معركة على النفوذ والسلطة والمال. ممداني هيكسب بس لو قدر يحوّل الغضب الشعبي لقوة حقيقية، ويبني تحالفات مع الناس اللي النظام ظلمهم، من العمال لطلاب الجامعات.
في النهاية، السؤال الكبير: هل الاشتراكية تقدر تنتصر على الرأسمالية المتوحشة؟
الإجابة مش سهلة، بس اللي أكيد إن تجربة ممداني ممكن تفتح باب جديد — باب يقول إن حتى أقوى أنظمة العالم ممكن تهتز لما الإرادة الشعبية تلاقي قيادة صادقة ورؤية ذكية.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني