متابعة رفعت عبد السميع
في كلمتها والتي ثبت علي الهواء خلال احتفالية ترشيح جمهورية الكونغو الديمقراطية كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي قالت السيدة تيريز كايكوامبا فاغنر وزيرة الخارجية والتعاون الدولي والفرنكفونيه
سعادة السفير جان بابتيست كاسونجو موسينجا سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى جمهورية مصر العربية السفراء الكرام
يشرفني أن أمثل حكومة جمهورية مصر العربية في هذا الحدث المهم الذي يصادف الانتخاب الوشيك لجمهورية الكونغو الديمقراطية لأحد المقاعد الثلاثة غير الدائمة المخصصة لأفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة ٢٠٢٦-٢٠٢٧.
من الجدير بالذكر أن جمهورية الكونغو الديمقراطية حظيت بثقة كاملة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، التي أيدت ترشيحها لعضوية الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة، المعني بحفظ السلام والأمن الدوليين. لذا، يُعد هذا التأييد شهادة جلية منا جميعًا، نحن الدول الأفريقية، على الثقة الممنوحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية للاضطلاع بمسؤولياتها كاملةً في مجلس الأمن، وتمثيل المصلحة الجماعية لأفريقيا في عالم أكثر استقرارًا وأمنًا، إلى جانب الصومال، ونأمل أن يكون ليبيريا.
السفراء الكرام،
سيداتي وسادتي،
تحظى قضايا السلام والأمن في قارتنا بأكثر من ٦٠% من اهتمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سنويًا. ورغم أن هذه الحقيقة العددية تعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجه أفريقيا، إلا أن مجلس الأمن وسّع في السنوات الأخيرة نطاق اهتمامه بالمواضيع والموضوعات التي تمتلك فيها أفريقيا، ودولها الأعضاء، معرفة وخبرة فريدة.
من الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية، إلى تغير المناخ وتأثيره على الأمن المائي والغذائي، ومن تأثير النزاعات المسلحة على رفاه النساء والشباب والأطفال في النزاعات المسلحة، إلى مراجعة وتحسين وساطة الأمم المتحدة وحفظ وبناء السلام، قدّم الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن رؤاهم، مستندين إلى خبراتهم العملية المكتسبة، والنجاحات المحققة، والتحديات التي واجهوها في هذا الطيف الواسع من القضايا. ونحن على ثقة بأن جمهورية الكونغو الديمقراطية هي الأقدر على إثراء وتوجيه نظر مجلس الأمن في هذه القضايا وغيرها، في ضوء خبرتها المباشرة والطويلة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والعقوبات، وبناء السلام الجاري.
علاوةً على ذلك، نُثمّن الشراكة المتنامية بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ويلعب الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن دورًا محوريًا في تعزيز هذه الشراكة وتوجيهها، لا سيما في مسائل السلام والأمن. وفي هذا الصدد، لا بد من تعزيز وترسيخ الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بعمليات دعم السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي، مثل بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال، التي لا تزال في طور التطور. كما يشترك الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن في مصالح مشتركة في معالجة الأزمة في السودان، والأوضاع في ليبيا والقرن الأفريقي، ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، والقرصنة في خليج غينيا.
وعلاوة على ذلك، فإننا نعتمد، بالتعاون مع أخواتنا وإخواننا من الصومال، وفي نهاية المطاف من ليبيريا، على جمهورية الكونغو الديمقراطية لرفع المسائل المتعلقة بالعلاقة بين العمل الإنساني والسلام والتنمية في أفريقيا، فضلاً عن التأثير الإنساني والاقتصادي للعقوبات، إلى أولوية عالية على جدول أعمال مجلس الأمن.
السفراء الكرام،
سيداتي وسادتي،
نُدرك حجم الطلب على الموارد البشرية والمالية المُصاحب لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتعقيدات المُرتبطة بتجاوز هذه الأوقات من الاستقطاب وندرة الموارد المالية. ومع ذلك، فبفضل التنسيق المُعمق فيما بينهم ومع الأعضاء ذوي التوجهات المُتشابهة، يُمكن للدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن أن تُواجه حالة عدم اليقين التي تُميز المشهد العالمي الحالي. لقد استفادت أفريقيا من العصر الذهبي للتعددية في تحقيق تحررها من الاستعمار ونيل استقلالها. لذلك، يجب علينا، نحن الأفارقة، أن نواصل السعي نحو نظام متعدد الأطراف فعّال ومزدهر.
وحتى نتمكن نحن الأفارقة من تحقيق هدفنا المتمثل في إصلاح مجلس الأمن بشكل حقيقي وفقاً للموقف الأفريقي المشترك القائم منذ فترة طويلة، فإننا سنواصل الاعتماد على الأعضاء الأفارقة في المجلس، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية، لتحقيق أهدافنا المشتركة.
أشكركم جميعاً، وأتمنى للسفير كاسونجو موسينجا، وللكونغو الديمقراطية، النجاح في يوم الانتخابات في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني