وجه وزير الخارجية الأمريكي، ، ماركو روبيو، تحذيرا شديد اللهجة لرئيس بنما، خوسيه راوول مولينو مطالباً باتخاذ “إجراءات فورية” للحد من نفوذ بكين في الممر المائي الاستراتيجي، وإلا فإن واشنطن ستتخذ “الإجراءات اللازمة”، وفق تعبيره.
وقال روبيو في تصريحات خلال الزيارة نقلتها قناة فرانس 24، أن الرئيس دونالد ترامب يرى أن بنما خرقت المعاهدة التي منحتها حق إدارة القناة عام 1999.
وأكد الوزير الأمريكي على وجود “نفوذ وسيطرة” للصين في القناة، التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، وتمر عبرها حاويات تمثل 40 في المئة من حركة الشحن البحري الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن روبيو أبلغ مولينو أن “الوضع الراهن غير مقبول”، وأن واشنطن ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية حقوقها بموجب المعاهدة ما لم تجر التغييرات المطلوبة.
في المقابل قال رئيس بنما أنه عقب لقاءه بوزير الخارجية الأمريكي أنه لا يشعر بأي تهديد حقيقي للمعاهدة، ونفى وجود أي خطة حالية لاستخدام القوة العسكرية للاستيلاء على القناة.
واقترح الرئيس البنمي حوارا “تقنيا” لمعالجة مخاوف الولايات المتحدة، مؤكدا أن فريقا مختصا قد يوضح أي التباسات، ويقدم تطمينات إلى واشنطن بشأن إدارة القناة.
ويرى ترامب وروبيو أن الصين اكتسبت سلطة واسعة قد تسمح لها بإغلاق القناة في حال وقوع نزاع، ما قد يمثل كارثة اقتصادية بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
وتزامنت زيارة روبيو إلى بنما مع احتجاجات معارضة استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع، وأضرم المحتجون النار في دمية تمثل روبيو، بينما رفعت لافتات تندد بـ”الإمبريالية الأمريكية”.
وردد نحو 200 متظاهر شعارات تطالب روبيو بالخروج من بنما، في حين منعت الشرطة اقترابهم من وسط المدينة القديمة، حيث التقى الوزير الأمريكي بالرئيس مولينو.
وبضغط من واشنطن، أمر رئيس بنما بالتدقيق في حسابات شركة تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، وتسيطر على موانئ على ضفتي القناة، حيث أعلن أنه سيراجع الاتفاقات المتعلقة بالصين والشركات الصينية، بما في ذلك امتياز رئيسي تديره شركة CK Hutchison Holdings، ومقرها هونغ كونغ، لتشغيل الموانئ عند مدخلي القناة.
ورغم إبدائه انفتاحا على التعاون مع الولايات المتحدة في ملف الهجرة، شدد مولينو على أن سيادة بلاده على القناة “ليست محل نقاش”.
