بسنت الشرقاوي

قالت السلطات بولاية نيو جيرسي الأمريكية، إن إمام مسجد قُتل بالرصاص خارج مسجد في الولاية بوقت مبكر من أمس الأربعاء.

وأكدت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الإمام حسن شريف قتل بالرصاص خارج مسجد محمد في نيوارك، فيما وصلت الشرطة إلى مكان إطلاق النار بعد الساعة السادسة صباحًا بقليل، وفقًا لفريتز فراجي، مدير السلامة العامة في نيوارك.

وأضافت الصحيفة، اليوم الخميس، أن المسلح ظل طليقا مساء الأربعاء، ولا يزال الدافع وراء القتل غير معروف.

وبينما كان صوت الأذان يتردد في شارع ساوث أورانج خارج المسجد، تجمع مئات المشيعين في وقفة احتجاجية على شرف أمام المسجد.

وتابع عمدة مدينة نيوارك، أن السلطات “ستقدم الجاني إلى العدالة، مهما طال الزمن”، قائلا: “لقد وقف الإمام حسن الشريف مع أهل هذه المدينة، وسنقف معه ومع عائلته”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم على “زعيم مسلم” أثار موجات من الصدمة عبر المجتمع في وقت تتزايد فيه كراهية الإسلام في جميع أنحاء البلاد.

ولفت رئيس مجلس الأئمة في نيوجيرسي، إلى أن الإمام حسن شريف أصيب بالرصاص أثناء حضوره صلاة الفجر.

بينما قال ماثيو بلاتكين، المدعي العام في نيوجيرسي، في مؤتمر صحفي بعد ظهر أمس الأربعاء، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن إطلاق النار كان بدافع التحيز أو أنه عمل إرهابي، لكنه أقر بتزايد الشعور بالقلق والخوف بين سكان نيوجيرسي المسلمين.

وأوضح، “نعلم أيضًا أن الإمام شريف هو مجرد أحدث ضحية في وباء العنف المسلح الذي لا معنى له، والذي ابتليت به ولايتنا وبلدنا، إن المآسي مثل التي شهدناها اليوم، بغض النظر عن دوافعها، لا ينبغي أن تحدث”.

واستكمل وحيد الدين شريف، زعيم مجلس الأئمة في نيوجيرسي، أن الإمام شريف، صاحب الـ52 عاماً، كان معروفاً بكونه زعيماً تقدمياً مستثمراً بعمق في مجتمعه ورفاهيته، مضيفًا أن مسجد محمد هو أحد أقدم المساجد في نيوجيرسي، وكان نواة نمو الدين في المنطقة، واصفًا إياه بأنه “مسقط رأس” في إشارة لتجربته الخاصة مع الإسلام.

وأشار شريف، إلى أن أمام المسجد كان يحضر صلاة الفجر عندما أصيب بالرصاص، قائلا: “هناك شرور كثيرة تظهر في الظلام”.

وتم إطلاق النار على الإمام أكثر من مرة، وفقًا لما ذكره القائم بأعمال المدعي العام في مقاطعة إسيكس، ثيودور ستيفنز، وتوفي متأثرًا بجراحه حوالي الساعة الثانية ظهرًا.

وأردف عمدة مقاطعة إسيكس، أرماندو فونتورا، أنه تم عرض مكافأة قدرها 25 ألف دولار لأي شخص لديه معلومات تتعلق بإطلاق النار.

– أمام مسجد وضابط وملاكم.. ومحاولة اغتيال سابقة

ذكرت الصحيفة، أن الإمام كان يعمل ضابط أمن النقل في مطار نيوآرك ليبرتي الدولي منذ عام 2006، وفقًا لليزا فاربستين، المتحدثة باسم إدارة أمن النقل، التي قالت إن الوكالة “شعرت بحزن عميق” بسبب إطلاق النار عليه، بالإضافة لذلك كان الإمام الراحل يقيم بمسجد محمد لأكثر من 4 سنوات وكان أيضًا ملاكمًا متحمسًا.

وأضافت الصحيفة، أنه في أغسطس الماضي تعرض للهجوم بالمسجد في ظروف مماثلة، بينما كان في طريقه لأداء صلاة الفجر أيضا.

وقتها وصف الإمام الهجوم ضده في منشور على صفحته على “فيسبوك”، قائلا: “إن رجلا اقترب منه بعد أن نزل من سيارته ووضع مسدسا على رأسه، لكن الإمام الراحل تمكن من انتزاع البندقية من المهاجم الذي فر من مكان الحادث”.

كما كتب الإمام شريف عن المهاجم، “سأموت وأنا أحاول رؤية شعبنا يتغير في هذا العالم”.

ووصفت دينا سيد أحمد، المتحدثة باسم فرع نيوجيرسي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، شريف بأنه: “منارة القيادة في مجتمعه وننصح جميع المساجد بإبقاء أبوابها مفتوحة، ولكن تظل حذرة خاصة في ظل الوضع الراهن، حيث ارتفع مؤخرا التعصب ضد المسلمين”.

وتوقف العديد من السكان المحليين عند المسجد، أمس الأربعاء، بحثا عن معلومات حول إطلاق النار، بينما قال لطيف ميرفي، 53 عامًا، الذي يصلي أحيانًا هناك، إن القتل سيكون له آثار مضاعفة في جميع أنحاء المجتمع المسلم في نيوآرك.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني