بقلم : أشرف هوازل
الفساد عام شامل في البر والبحر بما كسب أيدي الناس .
في النفوس والأوضاع .
وفي الأسـر والأفـــراد .
وفي المدارس والمعاهد بل في المساجد والمعـابـد .
الكل متبرم ساخط علي عيشته يطلب المزيد .
وقد ينفـق فيما لا يجـدي ولا يفـيد .
والكسل .
والتراخي .
والفتور.
والعجز .
والرشوة .
والمحاباة .
والاستهتار .
والمطالبة بالحقوق .
وإهمال الواجبات .
والخصومة البغضاء .
كلها ظواهر أصبحت تعـم الجميع إلا من عـصم الله .
وتتجـلي عـلي قسمات الوجـوه في الشدة والرخاء عـلي السواء .
ويجـرب المسئولون وسائل كثيرة للعـلاج .
فيجربون الدراسات الفنية .
ويؤلفون اللجان الإدارية .
وينفذون الحلول الوقتية من أنصاف .
إن أرضي طائفة أسخط الآخرين وتنسيق إن جماعـة أضـر بالباقـين .
ووعود لا تحقيق لها ولا يمكن أن تتحقق ، تزيد بها ثورة الثائرين .
يجرب المسئولون هذه الوسائل وأشباهها .
ولكنهم يحاربون الوسيلة الوحيدة الناجعة النافعة التي تستأصل الداء وتقضي علي العـلة ، وتجتث أصول الفســـــــاد .
إن العـلة أيها الناس في النفوس .
ولا ننكر أبدا أن الأوضاع العملية والوسائل المادية لها أثرها البالغ في طمأنينة النفوس .
واستقرار الأمور ولكن القلب الإنساني كان وما يزال وسيظل .
هو حقيقة الإنسان وهو مصدر السعادة أو الشفاء مهما كابر المكابرون وألح المعارضون .
وإذا خلا هذا القلب من الإيمان ، وأفقر من اليقين وحرم نعمة الاتصال بالله رب العالمين فلن يسعـد أبدا ولن يجد الطمأنينة والعزاء أبدا .
وسيظل شقيا ولو جمعت لديه متع الحياة وأغـدق عليه نعيم الأولين والآخــرين .
{ نسُوا الله فَأَنْساَهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولِئكَ هُمُ الْفَاسقُونَ } الحشر 19