مارينا فيكتور

فى وقت لا تبدو فيه إسرائيل مهتمة بمصير أسراها لدى حركة حماس، أشار محللون سياسيون إلى أن تل أبيب قد تقدم على تفعيل بروتوكول هانيبال الخاص بالأسرى.

وتزداد الأزمة التى اندلعت بين إسرائيل قطاع يوم السبت، إذ يتم فتح جبهات قتال جديدة سواء على الحدود اللبنانية أو فى الضفة الغربية، بينما تصب إسرائيل جم غضبها على سكان قطاع غزة، بضربات جوية لم تتوقف منذ 3 أيام.

الأرض المحروقة

وحذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أن كل مكان يوجد فيه حماس، سيتحول لساحة دمار، مطالبا الإسرائيليين بالصبر، قبل أن يتم تحقيق النصر الذى “سيترك صدى للأجيال المقبلة”.

وفى كلمة له، مساء الاثنين، أشار نتنياهو إلى أن “صور الدمار فى قطاع غزة وأماكن تواجد حماس”، هى البداية لما هو قادم.

ونفى مسؤول إسرائيلى التقارير التى تحدثت عن احتمال مبادلة الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة.

جاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من تهديد خرج من حماس، بقتل الأسرى لديها فى حال استمرار الطيران الإسرائيلى باستهداف المدنيين.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، أن كل عملية قصف إسرائيلى على المدنيين فى غزة دون إنذار سابق ستقابل بإعدام رهينة، ويأتى تهديد كتائب القسام، وسط قصف مكثف من جيش الاحتلال الإسرائيلى على غزة، ليلة الاثنين.

وكانت السلطات الإسرائيلية، قد أصدرت قرارا الاثنين، “باستمرار القصف الجوى على قطاع غزة، حتى لو أدى إلى إيذاء الرهائن، إلا إذا وصلت معلومات دقيقة عن مكان تواجدهم”.

ما هو بروتوكول هانيبال؟

بروتوكول هانيبال هو إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلى لمنع خطف جنوده من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية أو أى طرف آخر.

وعن صيغة البروتوكول، فإن “عملية الخطف يجب أن تتوقف بكل الوسائل، حتى لو كان ذلك على حساب ضرب قواتنا وإلحاق الأذى بها”.

وكان هذا البروتوكول قيد التطوير منذ أول تبادل للأسرى بين إسرائيل والقيادة العامة للجبهة الشعبية، وتم الانتهاء منه عام 1985، وتم الكشف عنه لأول مرة لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى عام 2001.

تم استخدام بروتوكول هانيبال عدة مرات منذ عام 2008 نتيجة الاشتباكات العسكرية مع قوات المقاومة الفلسطينية فى غزة، ما نتج عنه فى عدة مناسبات مقتل أفراد الفصائل والجنود الأسرى.

ومن الواضح أن هناك نسختين مختلفتين من بروتوكول هانيبال، واحدة مكتوبة شديدة السرية، مخصصة للمستوى الأعلى من الجيش الإسرائيلى من القادة، والأخرى شفاهية لقادة الفرق والمستويات الأدنى.

فى 2018، انتقدت هيئة رقابة حكومية إسرائيلية بروتوكول هانيبال العسكرى، وقال مجلس مدققى الحسابات الحكومية إن البروتوكول يفتقر إلى الوضوح بشأن “قيمة حياة الجندى المخطوف”.

تفعيل “هانيبال”

ويرى محللون سياسيون، إن إصرار تل أبيب على تكثيف الضربات الجوية على القطاع دون النظر فى مصير الأسرى الموجودين فى مع حماس، والتى سبق لها إعلان مقتل 4 منهم فى الضربات، الإثنين، يشير إلى نية الحكومة الإسرائيلية تفعيل “هانيبال”.

كما أن من ضمن الأسرى نساء وكبار السن وربما يشكل ضغط على الحكومة الإسرائيلية، خاصة من الرأى العام والمجتمع الإسرائيلى فى حال تفعيل هذا البرتوكول، حيث أن هناك توجيه اتهام للحكومة بأنها تخلت عن أبنائهم وأسراهم والتضحية بهم.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني