وجهت السلطات الأمريكية اتهامات بالاحتيال إلى الملياردير الهندي جوتام أداني، حيث اتهمته بتدبير مخطط رشوة بقيمة 250 مليون دولار (ما يعادل 198 مليون جنيه إسترليني) وإخفائه الأموال في الولايات المتحدة.
تأتي هذه الاتهامات بعد تحقيقات مكثفة استمرت منذ عام 2022، حيث تم توجيه التهم له ولعدد من كبار المديرين التنفيذيين في شركته.
التهم الجنائية والإجراءات القانونية
تم رفع التهم الجنائية ضد أداني في نيويورك يوم الأربعاء، ما يمثل ضربة جديدة لإمبراطورية أداني، التي تعتبر واحدة من أكبر الشركات الهندية متعددة الأنشطة في مجالات الموانئ والطاقة المتجددة.
وفقًا للائحة الاتهام، وافق أداني وطاقمه التنفيذي على دفع رشوة لمسؤولين هنود للحصول على عقود لشركته للطاقة المتجددة، التي من المتوقع أن تحقق أكثر من ملياري دولار من الأرباح على مدار 20 عامًا.
التحقيقات الأمريكية والمخطط الرشوة
التحقيقات الأمريكية كشفت عن جمع المسؤولين التنفيذيين في مجموعة أداني ما يصل إلى 3 مليارات دولار في شكل قروض وسندات، بما في ذلك قروض من شركات أمريكية.
وقال المدعي العام الأمريكي بريون بيس في بيان له إن المتهمين قد أداروا مخططًا معقدًا لرشوة مسؤولين حكوميين هنديين لتأمين عقود بقيمة 250 مليون دولار، مما كان سيضمن لهم عقود طاقة ضخمة بقيمة مليارات الدولارات.
من هو جوتام أداني؟
جوتام أداني، المولود في 24 يونيو 1962 في مدينة أحمد أباد بولاية جوجارات الهندية، هو قطب صناعي هندي من الجيل الأول الذي أسس مجموعة أداني في عام 1988.
وبدأ في تجارة السلع الأساسية قبل أن يوسع إمبراطوريته لتشمل قطاعات متعددة مثل الطاقة المتجددة، والموانئ، والمطارات. ويعتبر أداني ثاني أغنى شخص في أسيا وقد مر بجدل واسع على مدار السنوات.
أداني ينجو من حادث “تاج محل بالاس”
في عام 2008، نجا أداني من هجوم إرهابي استهدف فندق “تاج محل بالاس” في مومباي، وكان من بين العديد من الأشخاص الذين علقوا داخل الفندق بعد أن نفذ مسلحون سلسلة من عمليات القتل.
خسائر ضخمة لشركات أداني
على الرغم من أن مجموعة أداني كانت تعد من أكبر إمبراطوريات الأعمال في الهند، فقد خسرت أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية العام الماضي بعد أن وجهت شركة “هيندينبيرج” للأبحاث اتهامات للمجموعة باستخدام الملاذات الضريبية الخارجية بشكل غير قانوني.
وعلى الرغم من نفي المجموعة لهذه الاتهامات، فإن قيمة شركات أداني المجمعة حاليًا تبلغ 141 مليار دولار.
الثراء والنفوذ العالمي
قبل انهيار أسهم شركاته، كان أداني قد أصبح لفترة قصيرة أغنى شخص في العالم بعد إيلون ماسك، صاحب شركة تسلا، ولكن الآن يحتل أداني المركز الخامس والعشرين على قائمة أغنياء العالم، حيث تقدر ثروته بنحو 57.6 مليار دولار، وفقًا لمجلة فوربس.
أسلوب أداني في الإدارة وشخصيته العامة
على الرغم من الجدل المستمر حول أعماله، يصف أداني نفسه بالشخص الخجول ويعزو جزءًا من نجاحه إلى الهجمات السياسية التي تعرض لها، حيث أظهر دعمًا للمسؤولين السياسيين، بما في ذلك تهنئته لدونالد ترامب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.