متابعة _ عبدالرحمن شاهين
في مثل هذا اليوم 5 مارس 1982 رحل رجل المخابرات المصرية الشهير صلاح نصر .
وولد صلاح الدين بن محمد بن نصر بن هلال الشويخ الشهير بـ صلاح نصر عام 1920 بقرية سنتماى مركز ميت غمر بالدقهلية ونشأ في طبقة وسطى وأمضى طفولته وصباه في مدينة طنطا، وكانت أول هدية حصل عليها من أبيه كاميرا تصوير.
علاقته بالمشير عبد الحكيم عامر
التحق بالكلية الحربية حيث تعرف على رئيسه بالكلية المشير عبد الحكيم عامر وصارا أصدقاء، وأثناء حرب فلسطين عام 1948 تعرف على الضابط جمال عبد الناصر وبدأ انضمامه الى مجموعة الضباط الأحرار فكان ضمن القوة التي حاصرت قصر الملك فاروق وقت قيام ثورة يوليو 1952.
الانضمام للمخابرات العامة
ولأنه عمل مديرا لمكتب المشير عامر بحكم صداقته له طلب منه عبد الناصر بعد تشكيل زكريا محيى الدين لأول جهاز مخابرات بعد الثورة ان ينضم اليه عام 1956 تحت رئاسة على صبرى، ليتدرج في منصبه بالجهاز حتى صار رئيسا له في مايو 1957، ويعلق صلاح نصر على ذلك بأنه لم يكن يرغب في الانضمام إلى المخابرات العامة، خاصة إنه سيضطر إلى خلع بدلته العسكرية، لافتًا إلى أن بناء المخابرات كان على الطراز الأمريكي.
كانت له إسهامات كثيرة وفاعلة في النهوض بالمخابرات من الناحيتين المادية والبشرية.
مؤامرة ضد النظام
وحكم عليه لمدة 25 سنة في قضية مؤامرة المشير عبد الحكيم عامر لقلب نظام الحكم، ولكنه لم يقض المدة كاملة، إذ أفرج عنه الرئيس المصري أنور السادات في أكتوبر 1974 ضمن قائمة أخرى وكان ذلك بمناسبة عيد النصر.
واعتبر صلاح نصر أشهر رئيس للجهاز، فقد تم في عهده تنفيذ العديد من العمليات المخابراتية الناجحة، ولكن اختلفت تحليلات الكتاب والخبراء لشخصه الغامض، وتكاثرت الأقاويل حوله.
الصحفى محمد حسنين هيكل أكد في مذكراته التي عرضها على قناة الجزيرة ما أثار جدلًا واسعًا حول اتهامه بالعمالة ايضا، فقد تقدم أبناؤه بدعوى قضائية أمام محكمة 6 أكتوبر يطالبون فيها هيكل، بتعويض قيمته مليون جنيه عن الأضرار التي لحقتهم منه، متهمينه بالإساءة لسمعة والدهم، والتشكيك في وطنيته وذلك لإشارة الكاتب الصحفى الشهير إلى مقابلة تمت بين صلاح نصر والسفير الأمريكي في القاهرة “ريتشارد دنولتي”.
واكد هيكل أن تلك المقابلة، حدثت يوم 9 يونيو 1967 بناءً على طلب من رئيس المخابرات – أي بعد أربعة أيام فقط من هزيمة 5 يونيو.
قبل ان يترك صلاح نصر منصبه قدم استقالته مرتين، وكانت الاستقالة الأولى نتيجة استقالة المشير عامر عام 1962 لأن صلاح نصر انحاز للمشير على الرغم من أن صلاح نصر كان وسيطا نزيها في التعامل بين الصديقين ناصر وعامر وهو الذي أقنع عامر بالعودة، والاستقالة الثانية كانت بسبب قضية الإخوان، وكان عبد الناصر يريد أن يوكلها للمخابرات العامة.