شهدت بكين انعقاد قمة ثلاثية جمعت بين الصين وروسيا وإيران، لمناقشة المستجدات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، في خطوة تعكس توافقًا استراتيجيًا بين الدول الثلاث حول سُبل حل الأزمة، بعيدًا عن الضغوط والعقوبات الأُحادية التي تفرضها الولايات المتحدة.

مقترحات صينية لحل الأزمة النووية

خلال القمة، طرح وزير الخارجية الصيني، وانج يي، خمسة مقترحات رئيسية لحل الأزمة النووية الإيرانية، تمحورت حول:

  1. ضرورة حل النزاعات بالوسائل السياسية والدبلوماسية، ورفض استخدام القوة أو العقوبات غير القانونية.
  2. تحقيق توازن بين القوى والمسؤوليات، بما يضمن منع الانتشار النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية.
  3. حث الولايات المتحدة على العودة إلى طاولة المفاوضات، وإبداء صدقها السياسي في حل الأزمة.
  4. تعزيز التعاون عبر الحوار، ورفض الضغط على مجلس الأمن الدولي لإجباره على التدخل.
  5. اتباع نهج تدريجي في التفاوض، يضمن تحقيق توافق من خلال المشاورات المستمرة.

موقف موحد ضد العقوبات والضغوط الأمريكية

قال سون دي جانج، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان، إن المحادثات الثلاثية أكدت رفض الصين وروسيا وإيران لاستخدام الولايات المتحدة العقوبات والإكراه كوسيلة لحل القضية النووية الإيرانية. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يعكس الثقة الإيرانية في الدور الصيني، ويعزز التنسيق بين الدول الثلاث.

 

وأضاف أن التعاون بين الصين وروسيا وإيران لا يقتصر على الملف النووي الإيراني، بل يمتد إلى تعزيز التضامن داخل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، لمواجهة الضغوط الغربية، خصوصًا الجهود الأمريكية لحل الأزمة النووية عبر الحلول العسكرية.

البيان الثلاثي المشترك: رفض العقوبات ودعم الحلول الدبلوماسية

أوضح البروفيسور زو تشي تشيانج، من مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان، أن القمة هدفت إلى تنسيق المواقف المشتركة بشأن القضية النووية الإيرانية، وهو ما تجلى بوضوح في البيان الثلاثي المشترك، الذي أكد محورين رئيسيين:

  1. إنهاء العقوبات الأُحادية: شدد البيان على ضرورة وقف جميع العقوبات المفروضة على إيران، ووقف التهديدات العسكرية، مع التأكيد على الحلول السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة.
  2. منع انتشار الأسلحة النووية: أكد البيان أهمية معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مع دعوة إيران إلى الالتزام بعدم تطوير أسلحة نووية، والتركيز على الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

ورأى “زو” أن هذا البيان يعزز موقف إيران التفاوضي، ويساعدها في مواجهة الضغوط الأمريكية، مما قد يدفع واشنطن وطهران إلى العودة لطاولة المفاوضات بروح أكثر انفتاحًا.

 

الدور الصيني في تعزيز الحلول السلمية

أكد وانج جوانجدا، الأمين العام لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، أن الصين لعبت دورًا رئيسيًا في دعم الحلول السلمية للأزمة النووية الإيرانية من خلال مبادرتها الأمنية العالمية، التي تهدف إلى إقامة هيكل أمني جديد في الشرق الأوسط قائم على المساواة والتشاور السياسي، بعيدًا عن النهج الغربي القائم على الضغوط والعقوبات.

وأشار إلى أن الصين، باعتبارها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، تتحمل مسؤولية كبرى كأكبر دولة نامية، وهي تدعو إيران إلى الالتزام بمبدأ عدم انتشار الأسلحة النووية، مع التركيز على تطوير منشآت نووية مدنية فقط.

 

التعاون الاقتصادي: تعزيز التنمية وتخفيف الضغوط

من جانبها، أكدت وانج شياويو، الباحثة المشاركة في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان، أن القمة لم تقتصر على الأبعاد السياسية، بل شملت أيضًا التعاون الاقتصادي والتنموي، حيث تسعى الدول الثلاث إلى تعزيز الاستقلال الاقتصادي في المنطقة.

وأوضحت أن هناك إمكانات كبيرة للتعاون في مجالات مثل الطاقة، البنية التحتية، والابتكار التكنولوجي، مما سيساعد إيران ودول الشرق الأوسط على التخفيف من تأثير العقوبات الغربية، وتعزيز التنوع الاقتصادي، ودعم التنمية المستقلة.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني