توفي منذ قليل، الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما، بعد رحلة طويلة مع المرض أبعدته عن الساحة الفنية لأكثر من 11 عاما، منذ عرض آخر أعماله مسلسل “القاصرات” إنتاج عام 2013.
ودفع السعدني ثمن المواقف السياسية لشقيقه الكاتب الراحل محمود السعدني، حيث عانى لسنوات طويلة من البطالة، لخوف المنتجين من التعاون معه، ليغيب عن الساحة الفنية نحو 4 سنوات من 1960، ليعود عام 1964 في مسلسل الضحية، بينما في سبعينيات القرن العشرين كان نشاطه السينمائي أكثر، فشارك في عدة أفلام منها (الأرض، الرصاصة لا تزال في جيبي، مدرستي الحسناء).
تميز الفنان الراحل في الأعمال الدرامية بشكل ملحوظ، وتعد شخصية العمدة سليمان التي قدمها في مسلسل “ليالي الحلمية” بمواسمه الـ5، أشهر الشخصيات التي قدمها طوال مشواره الفني، وهي الشخصية التي ساهمت في بزوغ نجمه بشكل كبير، وكان فاتحة خير عليه، حيث توالت بطولاته في الدراما التليفزيونية، فقدم العديد من الأعمال الناجحة منها مسلسل (أرابيسك، وحلم الجنوبي، ورجل في زمن العولمة، والناس في كفر عسكر) وغيرها من الأعمال.
المفارقة أنه لم يكن المرشح الأول لدور العمدة سليمان، ولكن كان الفنان الراحل سعيد صالح هو المرشح الأول، ولكنه تعذر لضيق وقته، فتم الاستعانة بالفنان صلاح السعدني الذي قدم دويتو فني ناجح على المستوى النقدي والجماهيري مع الفنان يحيي الفخراني.
ابتعد صلاح السعدني عن الوسط الفني بسبب ألم ظهره الشديد الذي أثر عليه كثيرا في آخر أعماله مسلسل “القاصرات” واضطر مخرج العمل مجدي أبو عميرة، الاستعانة بحركة الكاميرا، بديلا عن حركته، وابتعد صلاح نهائيا عن الأضواء، وطاردته الشائعات حول حقيقة مرضه، وشائعات وفاته، وكان بين وقت وآخر يحاول نجله الفنان أحمد السعدني طمانة جمهوره عليه، بنشره صور تجمعهما سويا، منها صورته وهو يحتفل بعيد ميلاده الـ77 عاما، والتي لاقت رواجا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي رغم علامات المرض والتقدم بالسن التي بدت واضحة عليه.