كتب_ عبدالرحمن شاهين
توجد العديد من الآداب التي ينبغي على قارئ القُرآن أن يُراعيها قبل تلاوته للقُرآن، ومنها ما يأتي: الإخلاص؛ والمعنى أن يقصد بتلاوته وجه الله – تعالى – ورضاه، وابتغاء الأجر منه، وليس التوصل إلى غرضٍ من أغراض الدُنيا؛ كالمال، أو الجاه، أو ثناء الناس عليه، لقوله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
و حذر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام – من عدم الإخلاص بقوله: (من تعلَّم علمًا مما يبتغى به وجهَ اللهِ -تعالى-، لا يتعلَّمُه إلا ليُصيبَ به عرضًا من الدنيا لم يجِدْ عَرْفَ الجنةِ يومَ القيامةِ، يعني ريحَها)، وجاء في بعض الأحاديث أن قارئ القُرآن غير المُخلص في قراءته من أوائل من تُسعر بهمُ النار يوم القيامة.
الوضوء؛ فيُسن لقارئ القُرآن أن يقرأه وهو متوضئ، وقراءته للقُرآن من غير وضوء جائز، ولكنه فعل خلاف الأفضل، وفي حال عدم وُجود الماء فيجوز الانتقال إلى التيمُم، وأمّا من كان على جنابة أو من كانت حائضًا؛ فإنه يحرمُ عليهم قراءة القُرآن، مع جواز إمرار القُرآن على قلبيهما من غير أن يتلفظا به.
السواك؛ فيُسن للقارئ أن يستعمل السواك قبل البدء بالتلاوة، فقد قال عنه النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (السِّواكُ مَطهرةٌ للفمِ، مَرضاةٌ للرَّبِّ) واستحب العُلماء استعمال السواك قبل القراءة؛ لأن ما يخرُج من فم القارئ تدخُل في فم الملك؛ فالملك يضع فاه على فم القارئ.
النظافة؛ والمقصود بها نظافة المكان الذي يُريد القارئ القراءة فيه، ولذلك استحب بعض العُلماء القراءة في المسجد؛ لأنه جامعٌ للنظافة وشرف المكان، وأمّا تلاوته في الطريق وغير ذلك؛ فهي صحية بشرط عدم الإنشغال عنها، وأمّا في الأماكن التي ينشغل بها القارئ فهي مكروهة، وأمّا الحائض فيجوز لها قراءته ولكن من غير أن تمس المُصحف؛ لأن عُذرها يمكثُ وقتًا طويلًا.
استقبال القبلة؛ فيُسن للقارئ عند قراءته للقُرآن أن يستقبل القبلة، وأن يجلس بِخُشوعٍ ووقار، وأما قراءته في الفراش أو مُضطجعًا؛ فهو جائز ولكنه خلاف الأولى.
الاستعاذة؛ وهي قول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”، لقوله – تعالى -: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، وذهب أهل التفسير إلى أنَّ المقصود بذلك عند إرادة القراءة. البسملة؛ وهي قول: “بسم الله الرحمن الرحيم”، باستثناء البدء بسورة براءة – التوبة -.
التطيب وطهارة اللباس عند إرادة التلاوة؛ لفعل النبيّ – صلى الله عليه وسلم – إذ كان يمس من طيبه عند تلاوته للقُرآن.