لواء دكتور: سمير فرج
متابعة: عادل شلبى
لمدة أربعون عاماً اعتمدت القوات المسلحة المصرية، في تسليحها، على الأسلحة والمعدات الأمريكية، خاصة بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1978، والتي بمقتضاها منحت الولايات المتحدة الأمريكية معونة عسكرية لمصر مقدارها 1,3 مليار دولار سنوياً، لشراء الأسلحة الأمريكية.
ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، عام 2014، وما يستتبعه من القيادة العليا للقوات المسلحة، اتخذ قراراً بتنويع مصادر السلاح، فعقدت القوات المسلحة صفقات مع فرنسا لشراء الطائرات الرافال، وحاملات المروحيات الميسترال، والفرقاطات، وصفقات مع ألمانيا لشراء أحدث إصدارات الغواصات، فضلاً عن صفقات أخرى مع إيطاليا لشراء الفرقاطات، ومع روسيا لشراء طائرات الميج 29، والطائرات المسيرة من الصين، ليتحقق أمل أفراد القوات المسلحة بهذا القرار، وهو ما كان أحد عوامل تصنيف الجيش المصري كأقوى القوات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية، والثاني عشر على مستوى العالم، وفقاً لتقرير منظمة جلوبال فاير باور Global Fire Power لعام 2022.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، وبعد زيارة رئيس كوريا الجنوبية للقاهرة، للمرة الأولى بعد 16 عاماً، أضافت القوات المسلحة إنجازاً جديداً، بعقد صفقة متميزة مع كوريا الجنوبية، القوة السادسة عسكرياً عالمياً، على شراء وتصنيع المدفع المعجزة “البرق” “Thunder”، من خلال شركة هانو الكورية، لتصبح مصر أول دولة أفريقية، والثامنة في العالم، التي تحصل على هذا السلاح، أحدث أنواع المدفعية في الترسانة العسكرية العالمية.
وبمقتضى هذه الصفقة تحصل مصر على المدفع ذاتي الحركة “كيه-9″، الذي يصل مداه إلى 40 كم، ويمكن للمركبة التي تحمله، وهي شاسيه دبابة مجزرة، أن تنطلق بسرعة 56 كم/ساعة، بخزان وقود يكفي لمسافة 500 كم، ومجهزة لطاقم من 4 أفراد لإطلاق أنواع مختلفة من الذخائر شديدة الانفجار بقدرة المدفع على حمل 48 قذيفة، يتم تعميرهم آلياً، ومن خلفه مركبة دعم للمدفع تحمل 104 قذيفة.
ويعتبر هذا المدفع أكثر المدافع ذاتية الحركة تقدماً في العالم، لامتيازه بخفة الحركة في المناورة من مكانه لموقع آخر، خلال ثلاث دقائق، وهي ميزة كبيرة مقارنة بالأجيال القديمة للمدافع، التي كان العدو يرصد مكانها بعد إطلاق أول قذيفة، بما يمكنه من الرد المباشر في غضون 3-5 دقائق.
أما أهم أركان تلك الصفقة فكان توقيع اتفاق لتصنيع هذا المدفع في مصانع وزارة الإنتاج الحربي، شهده الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع المصري، ووزير المشتريات الدفاعية الكورية، لتؤكد مصر على تقدمها في تطوير قواتها المسلحة، ورفع قدراتها على تأمين حدودها واستثماراتها.