سيد الأسيوطي.. يكتب
اولا وفي البداية لازم نفهم شئ مهم جدا أن مصر مستهدفه و سوف تظل مستهدفه من الطامعين في مقدرات الأمة. والحالمين بعودة الإمبراطورية من جديد وعلي رأسهم بريطانيا العظمي التي كانت سابقا لا تغيب عنها الشمس.
فمهما حدث لن تنسى بريطانيا الشعب الذي اسقط الإمبراطورية العظمي وهو الشعب المصري العظيم. وقواته المسلحة والشرطة البواسل درع وسيف الأمة. شاء من شاء وأبى من أبى.
وبعتذر جدا .. نظرا لا أهمية هذا الموضوع أن أطيل عليكم في السرد التاريخي جزئيا وليس كلا.
فمنذ أن اندلعت ثورة يناير وتحديدا في يوم 25 من نفس الشهر والذي يوافق عيد الشرطة المصرية. هذا اليوم الذي يمثل جزء كبير وعظيم من تاريخ نضالي وطني مشرف للشعب المصري والشرطة المصرية البواسل ضد الاحتلال والاستعمار البريطاني الغاشم.
لهذا فإن اختيار اليوم ليس مصادفه بل تم الاختيار بعناية فائقة لطمس جزء مهم من تاريخ مصر المشرف الذي يؤرقهم الاحتفال بمناسبة سنويا.
وانا هنا ليس مع او ضد ثورة يناير.
فهي لها ما لها وعليها ما عليها وكانت الايام ومازالت كاشفه.
ولكن من الواجب ذكر الحقائق وتوضيحها للرأي العام بعيدا عن أصحاب الأفكار المؤيدة لهذا وذاك.
وبرغم أن المؤسسات الوطنية حافظت علي وحدت الصف وانحازت لمطالب الشعب وتخلي الرئيس مبارك رحمه الله عن السلطة للمجلس العسكري في 11 فبراير عام 2011، وأعلن اللواء عمر سليمان تخلي الرئيس محمد حسني مبارك بعد حكم دام 30 عاما لمصر، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، بعد 18 يوماً كاملة من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد. تطالبه بالرحيل والتنحي عن الحكم.
ومن الكواليس التي خرجت عن ذلك اليوم، أنه قد تمت صياغة البيان الذي قرأه اللواء عمر سليمان على الرئيس مبارك تليفونيًا، ولم يطلب الرئيس الأسبق سوى تعديل كلمة واحدة بدلا من التنحي لتصبح التخلي عن الحكم، وتم الاتفاق على مطلب الرئيس بالتخلي عن السلطة،
إذآ نجحت الثورة ومطالبها في إسقاط النظام يوم 11 فبراير 2011. فكان ولابد ومن الواجب للحفاظ علي تاريخ مصر المشرف وتضحيات الأبطال أمام المحتل البريطاني باختيار يوم 11 فبراير عيدا للثورة وليس 25 يناير الذي يوافق عيد للشرطة المصرية . فلولا ما قدمه هؤلاء الأبطال بدمائهم الذكية و مواقفهم البطولية هم وغيرهم من رجال الجيش والشرطة البواسل علي مر التاريخ لما كنا نحن الآن نتمتع بالأمن والاستقرار والحرية والكرامة.
واعلم جيدا أن هذا الاقتراح سوف يغضب أصحاب الفكر القديم المتجمد والشعارات الغبية.
ولكن وبكل صراحة وحدة الصف والصالح العام للدولة المصرية وعدم الانسياق وراء المخربين لطمس جزء مهم جدا من تاريخ مصر.
فالحفاظ علي تاريخ وبطولات الشعوب أهم وارقي من الشعارات الرنانة والمزايدات الجوفاء الغبيه التي ليس لها هدف الا خدمة العدو المتربص بنا.
فلا ننسى أن الشعارات الرنانة والمزايدات الجوفاء الغبيه كانت هي السبب الرئيسي لكي يتصدر المشهد عملاء بريطانيا والغرب ومنهم جماعة الإخوان الإرهابية والمتطرفين والمرتزقة. وتم خطف الدولة في مشهد عبثي محزن ومخزي. ولولا عناية الله ثم رجال مصر الشرفاء الأبطال و لحمة ووعي الشعب المصري وقدرته الفائقة وروحه القتالية التي سرعان مااسقطت حكم الخونه وزيولهم وعادت مصر لمكانتها الطبيعة. لكان حدث معنا ما حدث مع الأشقاء في دول كثيرة ندعو الله أن يجمعهم مرة أخري و يعودو الي صوابهم لبناء أوطانهم من جديد التي خربتها الفتن والمؤامرات.
والشاهد من هذا أن المحتل والحالمين لن يكفوا عن الفتن و استمرار مؤامراتهم القذره باستخدام كافة الاسلحه المشروعة والغير مشروعة لنشر الفوضي والتخريب والتدمير.
لطمس التاريخ والهوية المصرية التي تؤرقهم ليل نهار فمصر كانت ومازلت حلم الفرس والترك والعجم فهي الجائزة الكبري. للسيطره علي مقدارات وثروات شعوب الامة العربية.
ولذلك كان ليوم 25 يناير نصيب كبير من التخطيط لما يمثله من أهمية في تاريخ الدولة المصرية.
فهذا اليوم كان الشعلة الرئيسية في الاستقلال التام و إرغام المحتل البريطاني الجلاء عن مصر بلا رجعه. وتابعه أيضا حركات التحرر الوطني في القارة السمراء والعالم أجمع.
وكان للزعيم والقائد خالد الذكر جمال عبدالناصر دور فعال في دعم هذه الحركات التحررية التي انهار أمامها الاستعمار الغربي والامبراطوريات التي غابت عنها الشمس.
بفعل الشعب المصري العظيم.
لذلك كان و لابد من وقفه امام اختيار ثورات الربيع العربي ومنها ثورة يناير وصولآ بخلق ازمات إقتصادية عالمية وتسليط الضوء علي الأزمة الإقتصادية المصرية بالهجوم الحاد من اعلام العار والتآمر والذي يبث سمومه حالياً من داخل دولة بريطانيا ودول غربية أخري.
كانت ومازالت تضمر الحقد والغل الدفين لمصر وشعبها العظيم.
والجديد الان هو اللعب علي المكشوف بلا حدود ولا قيود فالقنوات التي تبث السموم من بريطانيا هي قنوات جماعة الإخوان الإرهابية.
و التي تم تأسيسها ايضآ علي يد الاحتلال البريطاني في مصر.
وهذا دليل قاطع وقوي علي عمالة وخيانة هذه الجماعة الماسونية وأعوانهم وزيولهم الاقذام في الداخل والخارج.
فمنذ أن بدأ الإحتلال البريطاني الغاشم لمصر.
بقيام الأسطول البحري بقصف مدينة الإسكندرية فى 11 يوليو من عام 1882، وأعلن الزعيم أحمد عرابى التعبئة العامة، والتجنيد لمحاربة الجيش البريطانى، ودخل الجيش المصرى فى معارك القصاصين وكفر الدوار مع الجيش البريطانى.
واستطاعت القوات البريطانية احتلال مدينتى بورسعيد والإسماعيلية يوم 20 أغسطس، وفى يوم 13 سبتمبر عام 1882، وهى آخر المواجهات بين الجيش المصرى بقيادة الزعيم أحمد عرابى وبين الجيش البريطانى، تفوق البريطانيين لما لديهم من عتاد وقوات وبمساعد الخديوى توفيق أيضا.
وظل الاحتلال البريطاني لمصر حتى أصدرت بريطانيا الإعلان الأحادى الجانب باستقلال مصر عام 1922، ثم المعاهدة المصرية الإنجليزية 1934، وعادت السيطرة التدريجية لملك مصر، وبحلول عام 1934، حصلت مصر على استقلالها الكامل، ولكنها ظلت تحت الاحتلال بوجود قوات من الجيش البريطاني فى بعض مناطق داخل البلاد وكانت فعليآ هي المتحكمة أيضا في حكم مصر.
وظلت محتفظة بسيطرتها على منطقة قناة السويس حتى انسحابهم منها في عام 1956 بعد 72 عامًا.
وانتهى التواجد الإنجليزى رسميًا وفعليًا فى أعقاب ثورة يوليو، وبالتحديد فى يوم 18 يونيو عام 1956، باتفاقية الجلاء، وخروج آخر جندي بريطاني من مصر في عهد الزعيم جمال عبد الناصر.
و بعد استعمار استمر لا اكثر من 73 عاما. شهدت مصر خلالها عدة ثورات ومقاومة مسلحة من قبل الشعب المصرى. كثورة عرابى ضد غزو الاساطيل والجيوش البريطانية، وثورة 1919 الشعبية الوطنية التى قادها سعد زغلول، وانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، و الإضراب العام من كافة طوائف الشعب بمن فيهم ضباط الشرطة الذين اعتصموا بنواديهم فى أكتوبر 1947 وأبريل 1948، والكفاح المسلح ضد القوات البريطانية فى قناة السويس فور رفع الاحكام العرفية بعد انتهاء حرب فلسطين، واستمرار هذا الكفاح
وكان من بينها إحراق مستودع البحرية البريطانية بعد مظاهرات العمال والطلبة في أحداث 25 يناير 1952.
وبدأت المجزره الوحشية وانطلقت المدفعية ومدافع الدبابات لتدك بقنابلها مبنى المحافظة والمباني الحكومية الأخري.
و أمر حينها الجنرال إكسهام قائد القوات بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير.
وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
و جاءه الرد الفوري من الضابط المسؤول حينها النقيب مصطفى رفعت، “لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة”. واستأنف البريطانيون المذبحة بإطلاق المدافع على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، وتحتها عشرات الشهداء من ابطال الشرطة. وقاوم رجال الشرطة المصرية البواسل حتي اخر رصاصة.
حتي أن القائد البريطاني اكسهام نفسه لم يخفي إعجابه وتقديره بشجاعة المصريين للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال حينها وقال له لقد قاتل رجال الشرطة المصريون “بشرف واستسلموا بشرف”. و من الواجب
احترامهم جميعاً ضباط وجنود. وأمر جنوده بأداء التحية العسكرية لهم عند خروجهم من مبني المحافظة تكريما لهم.
ونحن أيضا سوف نظل نقدرهم ونكرمهم ونحترمهم ونقدم لهم التحية العسكرية والشعبية.
ونحتفل بيومهم هذا يوم العزه والكرامه والحرية يوم 25 يناير من كل عام عيد الشرطة المصرية.