متابعة _ عبدالرحمن شاهين
أثار تجديد شاهد قبر الملك فاروق الأول في مسجد الرفاعي بالقاهرة، استنكار عدد من دعاة الحفاظ على القديم، الذين اعتبروا تجديد شاهد قبر الملك فاروق، طمسا لمعلم قديم ذو قيمة تاريخية، إذ تم إعداد هذا الشاهد في فترة كان فيه أفراد الأسرة العلوية ممنوعين من دخول البلاد، فكانت إقامة الشاهد ذات دلالة على لحظات مهمة في تاريخ الأسرة وعلاقتها بحكام مصر بعد ثورة يوليو.
وكان الدكتور ماجد فرج المتحدث الرسمي باسم الأسرة العلوية، قد أعلن تجديد شاهد قبر الملك فاروق الأول ومقام الملك فريدة بمسجد الرفاعي، وقال عبر حسابه بموقع فيسبوك ” بتكليف من جلالة الملك فؤاد الثاني تشرّفت بتصميم وتنفيذ شاهد جديد للملك فاروق الأول ومقام كامل للملكة فريدة والأميرات”.
وأُضيف على تصميم الشاهد الجديد ألقاب للملك فاروق لم تكن مكتوبة على الشاهد القديم، وهي ملك مصر والسودان وصاحب بلاد النوبة وكردفان ودار فور، كما جرى تعديل تاريخ وفاة الملك فاروق الذي كان كتبت بالخطأ في الشاهد القديم، إذ كان تاريخ وفاة الملك فاروق في الشاهد القديم 18 أبريل 1965، والصحيح أن وفاته كانت 18 مارس 1965.
معارضة فنية وتاريخية للشاهد الجديد:
الشاهد القديم كان بخط الخطاط حسن خالد، وهو خطاط وفنان ولد بالقاهرة عام 1923م، أسندت إليه مهمة كتابة شاهد قبر الملك فاروق الأول، بفضل نبوغه في كتابة الخط العربي، الأمر الذي أهله لكتابة شواهد قبور عدد من السياسيين المصريين مثل إسماعيل صدقي باشا، عدلي باشا يكن، محمد محمود باشا، جلال باشا فهيم، وفقًا لحديث حفيده الخطاط محمد شافعي.
وقال شافعي في اتصال هاتفي مع “الشروق” إن الشاهد القديم لقبرالملك فاروق، له قيمة تاريخية كبيرة من الجانب التوثيقي، وطمسها جريمة يجب الرجوع عنها، ولو وجب تجديدها فمكانها العرض المتحفي، وليس التخريب والطمس كما حدث، وفقًأ لقوله.
وأضاف أن الشاهد القديم تم طمسه بوضع مادة “الكُلة” وتشويهه بآلة “الصاروخ” لتركيب الشاهد الجديد، معتبرًا أنه لا توجد مقارنة بين الشاهد القديم والجديد من ناحية التذوق وحسن الاختيار وطريقة التنفيذ، إذ نفذ الشاهد القديم بشكل تقليدي كتابة ونحت، واختيار الخطوط المكتوب بها الشاهد الأول (ثلث وديواني ونسخ).
وتابع”إذا قارنا ما تم في الشاهد الجديد نجد النقيض في اختيار الخطوط المستخدمة وتوزيعها وطريقة التنفيذ، استخدم فيها (الشاهد الجديد) خط غاية في السوء، وفي الغالب هو من وضع مصمم غير متخصص، وليس من الخطاطين، وفقًا لقوله.
وأوضح شافعي أنه تم اختيار نوع رديء من الرخام المتاح بالسوق المصري والذي نفذ عليه وهو (كراره تركي)، وكانوا قديمًا يستخدمون أنواع مستوردة وفي مقدماتها (كراره إيطالي – مرمر – جرانيت بأنواعه )، وفي النحت لجأ لورشة عادية بالسوق (ليس بها فنيين متخصصين بهذا الفن)، فخرج علينا المنظر الذي نراه في الشاهد الجديد.
الدفاع عن إقامة الشاهد الجديد:
من جهته، قال ماجد فرج المتحدث باسم العائلة العلوية، في تصريحات للشروق إن دوافع تغيير شاهد قبر الملك فاروق جاء بسبب ردائة الخط القديم، وعدم ذكر ألقاب الملك في التواريخ.
وأوضح فرج أنه كان من المستحيل فك الشاهد القديم تكنيكياً وإلا انهدم الصرح كلّه، مضيفًا بأن أعمال تجديد الشاهد تمت بموافقة وتحت إشراف وزارة الآثار.
وقال إن الشاهد القديم كان مكتوبًا بدون ألقاب وكان معدل على التاريخ الميلادي بطيقة فجة، مشيرًا إلى أن صاحب الأمر الملك فؤاد “طلب تغييره، وعاجبه التصميم الجديد”، وفقًا لقوله.
جدل بين المؤيدين والمعارضين:
لكن شافعي يرى أن الألقاب التي أضيفت إلى شاهد الملك فاروق احتوت على مغالطة تاريخية، وهي أنه في 7 أكتوبر عام 1951م تم إلغاء “معاهدة 1936” و”معاهدة الحكم الثنائي للسودان 1899″، فأصبح لقب الملك فاروق هو ملك مصر والسودان (والسودان يتضمن دارفور وكردفان)، يعني لا معنى لوجود ألقاب صاحب دارفور وكردفان وبلاد النوبة مقرونة بلقب ملك مصر والسودان، مضيفًا أنه كان من الأولى ذكر بعض مآثر الملك أو قول مأثور عنه، أو بيت من الشعر في مدحه أو حتى دعاء للترحم عليه.
ويرد عليه فرج بأن ألقاب الملك فاروق المذكورة على الشاهد صحيحة “وده تخصصى كمؤرخ، هو خطّاط لا يعرف عن التاريخ ما أعرفه”، مستدركًا ” ليس له أن يتدخّل فيما نكتبه على الشاهد.. هو خطاط.. بس كده”.
ويرى المتحدث باسم الأسرة العلوية أن الخطاط حسن خالد ” قد يكون من أحسن خطاطين مصر وفعلاً له اعمال رائعة أخرى..لكن جانبه التوفيق في شاهد الملك فاروق”.
بينما يقول شافعي إن الخطأ الموجود في تاريخ وفاة الملك فاروق ليس من جده الخطاط حسن خالد، لأنه كتب ما أملى عليه من تسجيل بيانات الملك فاروق.
ويرى شافعي أن حقوق الملكية الفكرية الفنية للشاهد القديم الخاص بالملك فاروق تؤول لورثة المرحوم الخطاط حسن خالد بما أنه تطوع لكتابة الشاهد بدون مقابل، قائلًا “إذا لم يكن هناك رغبة لدي أسرة المرحوم الملك فاروق في الاحتفاظ بالشاهد القديم على حاله، وترغب في طمسه أو التخلص منه؛ فلنا الحق بالمطالبة بالاحتفاظ به وهي أبسط حقوقنا في محاولتنا للحفاظ على التراث المادي للمرحوم حسن خالد”
ويرفض ماجد فرج وجود أي حقوق ملكية فكرية لأسرة الخطاط حسن خالد، قائلًا ” حقوق الملكية لأسرة الملك”.
وفيما يتعلق بالخامات والخطوط المستخدمة في الشاهد الجديد قال فرج ” الرخام الكرارة الجديد أنقى أنواع الرخام وواضح فرق اللون من الصرح القديم”، مضيفًا أنه استخدم العديد من الخطوط العربية لبيان جماليات الخط العربي والتنفيذ كلّه كان يدوي تحت إضرافه وبموافقة ملك مصر السابق فؤاد الثاني على كل خطوة.
أثار تجديد شاهد قبر الملك فاروق الأول في مسجد الرفاعي بالقاهرة، استنكار عدد من دعاة الحفاظ على القديم، الذين اعتبروا تجديد شاهد قبر الملك فاروق، طمسا لمعلم قديم ذو قيمة تاريخية، إذ تم إعداد هذا الشاهد في فترة كان فيه أفراد الأسرة العلوية ممنوعين من دخول البلاد، فكانت إقامة الشاهد ذات دلالة على لحظات مهمة في تاريخ الأسرة وعلاقتها بحكام مصر بعد ثورة يوليو.
وكان الدكتور ماجد فرج المتحدث الرسمي باسم الأسرة العلوية، قد أعلن تجديد شاهد قبر الملك فاروق الأول ومقام الملك فريدة بمسجد الرفاعي، وقال عبر حسابه بموقع فيسبوك ” بتكليف من جلالة الملك فؤاد الثاني تشرّفت بتصميم وتنفيذ شاهد جديد للملك فاروق الأول ومقام كامل للملكة فريدة والأميرات”.
وأُضيف على تصميم الشاهد الجديد ألقاب للملك فاروق لم تكن مكتوبة على الشاهد القديم، وهي ملك مصر والسودان وصاحب بلاد النوبة وكردفان ودار فور، كما جرى تعديل تاريخ وفاة الملك فاروق الذي كان كتبت بالخطأ في الشاهد القديم، إذ كان تاريخ وفاة الملك فاروق في الشاهد القديم 18 أبريل 1965، والصحيح أن وفاته كانت 18 مارس 1965.
معارضة فنية وتاريخية للشاهد الجديد:
الشاهد القديم كان بخط الخطاط حسن خالد، وهو خطاط وفنان ولد بالقاهرة عام 1923م، أسندت إليه مهمة كتابة شاهد قبر الملك فاروق الأول، بفضل نبوغه في كتابة الخط العربي، الأمر الذي أهله لكتابة شواهد قبور عدد من السياسيين المصريين مثل إسماعيل صدقي باشا، عدلي باشا يكن، محمد محمود باشا، جلال باشا فهيم، وفقًا لحديث حفيده الخطاط محمد شافعي.
وقال شافعي في اتصال هاتفي مع “الشروق” إن الشاهد القديم لقبرالملك فاروق، له قيمة تاريخية كبيرة من الجانب التوثيقي، وطمسها جريمة يجب الرجوع عنها، ولو وجب تجديدها فمكانها العرض المتحفي، وليس التخريب والطمس كما حدث، وفقًأ لقوله.
وأضاف أن الشاهد القديم تم طمسه بوضع مادة “الكُلة” وتشويهه بآلة “الصاروخ” لتركيب الشاهد الجديد، معتبرًا أنه لا توجد مقارنة بين الشاهد القديم والجديد من ناحية التذوق وحسن الاختيار وطريقة التنفيذ، إذ نفذ الشاهد القديم بشكل تقليدي كتابة ونحت، واختيار الخطوط المكتوب بها الشاهد الأول (ثلث وديواني ونسخ).
وتابع”إذا قارنا ما تم في الشاهد الجديد نجد النقيض في اختيار الخطوط المستخدمة وتوزيعها وطريقة التنفيذ، استخدم فيها (الشاهد الجديد) خط غاية في السوء، وفي الغالب هو من وضع مصمم غير متخصص، وليس من الخطاطين، وفقًا لقوله.
وأوضح شافعي أنه تم اختيار نوع رديء من الرخام المتاح بالسوق المصري والذي نفذ عليه وهو (كراره تركي)، وكانوا قديمًا يستخدمون أنواع مستوردة وفي مقدماتها (كراره إيطالي – مرمر – جرانيت بأنواعه )، وفي النحت لجأ لورشة عادية بالسوق (ليس بها فنيين متخصصين بهذا الفن)، فخرج علينا المنظر الذي نراه في الشاهد الجديد.
الدفاع عن إقامة الشاهد الجديد:
من جهته، قال ماجد فرج المتحدث باسم العائلة العلوية، في تصريحات للشروق إن دوافع تغيير شاهد قبر الملك فاروق جاء بسبب ردائة الخط القديم، وعدم ذكر ألقاب الملك في التواريخ.
وأوضح فرج أنه كان من المستحيل فك الشاهد القديم تكنيكياً وإلا انهدم الصرح كلّه، مضيفًا بأن أعمال تجديد الشاهد تمت بموافقة وتحت إشراف وزارة الآثار.
وقال إن الشاهد القديم كان مكتوبًا بدون ألقاب وكان معدل على التاريخ الميلادي بطيقة فجة، مشيرًا إلى أن صاحب الأمر الملك فؤاد “طلب تغييره، وعاجبه التصميم الجديد”، وفقًا لقوله.
جدل بين المؤيدين والمعارضين:
لكن شافعي يرى أن الألقاب التي أضيفت إلى شاهد الملك فاروق احتوت على مغالطة تاريخية، وهي أنه في 7 أكتوبر عام 1951م تم إلغاء “معاهدة 1936” و”معاهدة الحكم الثنائي للسودان 1899″، فأصبح لقب الملك فاروق هو ملك مصر والسودان (والسودان يتضمن دارفور وكردفان)، يعني لا معنى لوجود ألقاب صاحب دارفور وكردفان وبلاد النوبة مقرونة بلقب ملك مصر والسودان، مضيفًا أنه كان من الأولى ذكر بعض مآثر الملك أو قول مأثور عنه، أو بيت من الشعر في مدحه أو حتى دعاء للترحم عليه.
ويرد عليه فرج بأن ألقاب الملك فاروق المذكورة على الشاهد صحيحة “وده تخصصى كمؤرخ، هو خطّاط لا يعرف عن التاريخ ما أعرفه”، مستدركًا ” ليس له أن يتدخّل فيما نكتبه على الشاهد.. هو خطاط.. بس كده”.
ويرى المتحدث باسم الأسرة العلوية أن الخطاط حسن خالد ” قد يكون من أحسن خطاطين مصر وفعلاً له اعمال رائعة أخرى..لكن جانبه التوفيق في شاهد الملك فاروق”.
بينما يقول شافعي إن الخطأ الموجود في تاريخ وفاة الملك فاروق ليس من جده الخطاط حسن خالد، لأنه كتب ما أملى عليه من تسجيل بيانات الملك فاروق.
ويرى شافعي أن حقوق الملكية الفكرية الفنية للشاهد القديم الخاص بالملك فاروق تؤول لورثة المرحوم الخطاط حسن خالد بما أنه تطوع لكتابة الشاهد بدون مقابل، قائلًا “إذا لم يكن هناك رغبة لدي أسرة المرحوم الملك فاروق في الاحتفاظ بالشاهد القديم على حاله، وترغب في طمسه أو التخلص منه؛ فلنا الحق بالمطالبة بالاحتفاظ به وهي أبسط حقوقنا في محاولتنا للحفاظ على التراث المادي للمرحوم حسن خالد”
ويرفض ماجد فرج وجود أي حقوق ملكية فكرية لأسرة الخطاط حسن خالد، قائلًا ” حقوق الملكية لأسرة الملك”.
وفيما يتعلق بالخامات والخطوط المستخدمة في الشاهد الجديد قال فرج ” الرخام الكرارة الجديد أنقى أنواع الرخام وواضح فرق اللون من الصرح القديم”، مضيفًا أنه استخدم العديد من الخطوط العربية لبيان جماليات الخط العربي والتنفيذ كلّه كان يدوي تحت إضرافه وبموافقة ملك مصر السابق فؤاد الثاني على كل خطوة.