الانطلاق إلى بداية جديدة
بقلم: محمد الليثي محمد
هل لا بد من الانطلاق من البداية ؟
أم الأفضل أن نعيش في بداية الفعل .. نجلس بجانبه .. ونعيد بناء البداية .. ولماذا الانطلاق من البداية .. إنها المكان المعروف لدينا ..نعرفه عن ظهر قلب .. تأخذنا البداية إلى منطقة الحلم .. فنرى ذلك الذي يحقق كل الأحلام .. دون وجود العائلة وسلطة الأب والمجتمع الذي يراقب أفعالنا .. إنها المنطقة التي خلقها الله للمستضعفين في الأرض .. لكي يأخذوا استراحة التعب .. من كل أشكال المراقبة .. ولم أترك كل ذلك وأذهب إلى منطقة الوسط .. بكل أفعالها التي تؤدي إلى النهاية .. دعني أعش في البدايات .. كلما تنتهي بداية إبداء من جديد في بداية أخرى .. تكون أجمل من التي قبلها .. إنه عالم البدايات .. الذي يأخذك .. إلي دائرة البدايات .. تبقي أفعالك ناقصة .. إلى تكملة التطور .. إنهم أناس تجدهم في الحياة .. لا ينقصهم غير القفز إلى المرحلة التالية .. فهم يقدرون البداية ويعيشون حولها .. يبدوان ذلك يظهر بشكل صحيح .. ويملكون أفعال البدايات الصحيحة .. ولديهم الحماس ، المطلوب للنجاح .. والتوفيق من الله للنجاح .. ولكنهم يخافون الأقدام على الخطوة التالية .. لماذا ؟! لان الفعل التالي يصل إلى النهاية .. إنهم يخافون النهاية .. هل هم يخافون الموت .. ليس شرطا وإنما هم يعلمون ويوقنون بأن الموت هو الحقيقة ، الأولى في الحياة .. إن الحياة عندما تبدأ .. يبدآن معها الموت في التسلل .. إلي تلك الحياة .. حتى يصل إلى فعل النهاية .. والنهاية هي الانتهاء إلى عدمية الأفعال .. أنه القانون .. ومنطقية الحياة والأشياء في هذا العالم .. هل تستسلم الكائنات الحية إلى هذا القانون.. طبعا لا .. وكلمة لا ليس اعتراضا على أفعال الحياة .. وإنما هي إيجاد إجابة إلى مجموعة من الأسئلة التي تبحث في الحياة عن إجابة .. فهناك محاولات للهروب عن الإجابات وهناك أفعال تدور في البدايات للهروب من النهاية .
كأنك تطور ألفاظ الحياة .. وتقول لنفسك أنا متطور .. لا أنتمي إلى هذا العالم الأول .. ولكنك تحتفظ بكل سمات هذا العالم الأول داخلك .. إنها العودة إلى البداية .. وفي لحظة ما ، عندما تكون الظروف متهيئة .. لخروج تلك الأشياء المدفونة نجد تلك الأشياء تخرج إلى المعلن .. مثال القتل المجاني .. والقبلية غير المعلنة .. فالو نظرنا إلى مسائله القتل المجاني الذي يمارسه الإنسان .. للعودة إلى البدايات مع الاختلاف مع أقوال الباحثين الغربيين والعرب الذين قالوا عن القتل غير مبرر هو الحفاظ على المجتمع المعاش ( الأستاذ / تركي علي الربيعو في كتابه – العنف والمقدس والجنس في الميثولوجيا الإسلامية – في ملحمة الخليفة البابلية / الاجتماع على العنف المؤسسي – نص الملحمة يشير بوضوح إلى أن الجميع ساهم في تقطيع عروق دمه في تمزيقه ، فالكل مجمع على ممارسة العنف ضد الضحية .. إن الإجماع علي العنف يتسبب في عودة النظام والسلم ) .. حيث يشترك كل الإفراد الواقعون تحت تأثير تلك الحالة في العمل علي فعل ، قتل الضحية .. التي يجب أن تضحي بنفسها .. أم طاوعا أو كارها .. للعودة إلى بديات الأفعال .. إذا القتل المجاني .. ويجب التفريق بين القتل المجاني والقتل للأسباب أخرى .. أي وجود أسباب للقتل .. إنها الحالة التي تتكون على مر السنين لتصل إلى قمة الانفجار .. فيتحول القتل إلى القتل المجاني غير المعلن .. وقد يبدأ هذا القتل بسباب عقلية تتعدد فيها الأفعال التي يقبلها العقل البشري .. ولكنها تتحول إلى القتل الغير مبرر .. بان تقوم قبيلة ما بقتل قبيلة أخرى ، بفعل القتل المجاني .. إنه الخوف من الخطوة التالية للبداية .. هل معنى ذلك أن الإنسان تشغله الخطوة التالية .. ولماذا الخطوة التالية .. إلا لما نتحرك من خطوة البداية .. للوصول إلى الخطوة التالية .. أم التالية هي خطوة بعيدة .. لا ولكن ما نخاف منه هي الخطوة ما بعد التالية .. حيث تنتظرنا النهاية بكل فرح .. للبداية الجديدة .. ولكن تعالى لنهرب من هذه الخطوة لنصنع بداية جديدة .. أو لتقل فالعيش في البداية .. هو أقصى الأماني حتى يأتي الموت كرها .. وترجوا تحقيقا ما فاتنا في أطفالنا الصغار .. مع أن العلم ألقرآني يقول إن الإنسان كل إنسان يولد وهو حامل حياة أخرى وأحداث تتوافق مع حياته .. إذا هو لن يكون تكرارا لحياة الأب أو حاملا لم فقده .. وإنما هي أشياء تبعث في النفس أمل ، أن نتحمل خوف النهاية .
وفي النهاية وأمام شرع القبيلة .. يكون الإنسان حاملا لكل صفات القبيلة وقانونها .. وإن يكن ممن يدافعوا عن صفاتها وأسباب وجودها .. وعندما تقول إني إنسان متطور .. فيجب أن تكون قد تخلصت من سمات وصفات القبيلة .. ولكن خوف الخطوة التالية ، يجعلنا تحتفظ بكل سمات القبيلة داخلنا .. ليس حب أو كرها في سمات القبيلة .. ولكن هو الخوف من الخطوة المجهولة التي تصل إلى النهاية .. لذا نجد كل أفعالنا تعود إلى البداية .. خوفا من ترك القبيلة وحيدة .. دون سند من أفرادها .. إنه عدم البحث عن التفوق .. وعدم التخطيط المستقبلي للخطوة التالية .. كما يقال أن النظام الزراعي عندما يتغلغل في إنسان يبدون متطورا .. تجده يخرج عليك بعدم الاهتمام بالوقت .. فتجده يقول لك سوف نتقابل بعد المغرب .. أو بعد العصر .. فها أنت تساءل نفسك لماذا يحمل ساعة ؟ ما دام يقيس الوقت بأوقات الصلاة .. لن تتحير كثيرا إنه الخوف من ترك البداية .. لن أدور حولك لأقول لك أنا إنسان .. وليس حيوان .. أنا شاعر .. وأنا وأنا …… تلك بداية ماذا بعد هذه الخطوة .. تطور حاول أن تصل إلى الخطوة التالية .. إن الحياة لا تتوقف عند البدايات ، أذهب إلى الخطوة التالية ودعك من خوف الخطوة التالية .. قد تصل إلى النهاية وقد لا تصل .. ولكنك تفقد جمال ومغامرة الخطوة التالية .. الخطوة التالية التي تعيش في عالم الغيب .. هذا العالم الذي نحاول أن نكتشفه .. بكل المحاولات التي تبحث عن الخطوة التالية .
بقلم: محمد الليثي محمد