يواصل المسيحيون الاحتفال بأسبوع الآلام، الذى يبدأ من “أحد الشعانين” المعروف بعيد “السعف” ويحل غدا سبت النور، أو ما يعرف بسبت الفرح وأحيانا بالسبت الأسود وهو اليوم الذى يأتى بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح، وهو اليوم الذى قضاه المسيح فى قبره، بعد موته مصلوبا، قبل أن يقوم من موته، بحسب المعتقد المسيحى.
ويشارك عدد كبير من المسلمين فى احتفالات “سبت النور” خاصة فى القرى لأنه السبت الذى يسبق شم النسيم وأعياد الربيع، وتحرص النساء على وضع “الكحل” الممزوج بقطرات من عصير البصل فى عينيها وعين أطفالها باعتقاد أن هذا يزيد من قدرة العين على الإبصار ويزيد من جمالها واتساعها وبريقها.
وتعود هذه العادة وفقا لما ذكر فى الكتاب المقدس قوله “و كحل عينيك بكحل لكى تبصر”، “رؤ 3:18” واستخدم الكحل حتى ترى العيون النور المقدس، والذى توارثته الأجيال، وكان يتم تكحيل العيون؛ لحمايتها من شدة النور، الذى يخرج من قبر السيد المسيح من كنيسة القيامة فى القدس.
ومع الزمن وخاصة فى مصر، اختلط الدينى بالشعبى، وصار أسبوع الآلام يجمع المسلمين والمسيحيين، للاحتفال معا، خاصة أنه يأتى مع موسم حصاد القمح، ونهاية موسم البرسيم، وهو ما يعنى أن الأرض تترك موسما زراعيا وتستعد لموسم آخر.
ولا يتخلى المصريون عن عاداتهم بسهولة لذا فإن تزيين العيون بالكحل، منذ زمن الفراعنة، النساء والأطفال والرجال أيضا، يغرمون بالكحل، ليس بغرض الزينة فقط، لكنه علاج أيضا، إنه يجدد البصر، بحثا عن الرؤية الأفضل، وليس أفضل من سبت النور، كى يحتفل الجميع بالكحل، متمنين أن يمنحهم الله القدرة على البصر.