في تصعيد خطير للأحداث السياسية في بنجلاديش، اقتحم المحتجون اليوم الإثنين، مقر إقامة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، وفق تقارير صحيفة “ديلي ستار” البنجالية.
الاقتحام تطور جديد في وقت تشهد فيه البلاد موجة من الاحتجاجات الشعبية التي تطالب باستقالة رئيسة الوزراء، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلد الأسيوي.
حسينة تهرب
وغادرت الشيخة حسينة، التي تتولى منصبها منذ عام 2009، مقرها الرسمي على متن مروحية عسكرية، برفقة شقيقتها الشيخة ريهانا، وتوجها إلى ولاية بنجال الغربية في الهند، وفقا لـ”ديلي ستار”.
يذكر أن المحتجون تحدوا حظر التجوال المفروض في البلاد، وكانوا قد أعلنوا نيتهم تنظيم مسيرة إلى العاصمة للضغط على الشيخة حسينة للاستقالة.
الجيش يتدخل
ومن المقرر أن يوجه رئيس أركان الجيش في بنجلاديش، الجنرال “واكر الزمان”، كلمة عند حوالي الساعة 3 بعد ظهر اليوم الإثنين، وفقا لما أوردته صحيفة “دكا تريبيون” اليومية التي تصدر في دكا باللغة الإنجليزية.
أكدت تلك المعلومات، هيئة العلاقات العامة في بنجلاديش، مضيفة أن قائد الجيش حث المواطنين على التحلي بالصبر حتى ذلك الحين.
من ناحية أخرى، يعتزم المتظاهرون في بنجلاديش تنظيم مسيرة إلى عاصمة البلاد اليوم الاثنين، للضغط على رئيسة الوزراء الشيخة حسينة لتقديم استقالتها، متحدين بذلك حظر التجوال المفروض في أنحاء البلاد.
وقدم موعد المسيرة بعد وقوع اشتباكات أمس الأحد بين أنصار الحكومة والمتظاهرين المطالبين باستقالة رئيسة الوزراء، ومن المرجح تجدد أعمال العنف اليوم، مع تحدي الحظر المفروض.
وشدد حظر التجول في كل أنحاء بنجلاديش، أمس، بعد مقتل العشرات، ومن بينهم 11 شرطيا، في موجة جديدة من أعمال العنف.
وجاءت هذه الاشتباكات بعد يوم من دعوة المتظاهرين إلى “عصيان مدني” في أنحاء البلاد للمطالبة بالإطاحة بحكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
الشيخة حسينة، التي فازت بولاية رابعة في الانتخابات الأخيرة التي قاطعتها المعارضة، تواجه تحديات كبيرة في ظل تصاعد الاحتجاجات والمطالب الشعبية.
ما سبب الإحتجاجات
بدأت الاحتجاجات الشهر الماضي عندما طالب مجموعة من الطلاب بإلغاء نظام الحصص المثيرة للجدل في الوظائف الحكومية.
ومع مرور الوقت، تطورت هذه الاحتجاجات لتصبح حملة واسعة تهدف إلى الإطاحة بالشيخة حسينة، التي فازت بولاية رابعة على التوالي في الانتخابات التي جرت في يناير الماضي، والتي قاطعها حزب بنجلاديش الوطني، الحزب المعارض الرئيسي.
وأفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية بأن الشيخة حسينة ربما تقدم استقالتها، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد، وأكد أحد كبار مساعديها أن استقالتها “محتملة”، لكنه لم يوضح كيف يمكن أن يحدث ذلك.
وتتزايد المخاوف في بنجلاديش مع تصاعد أعمال العنف، حيث بلغت حصيلة المواجهات خلال التظاهرات المناهضة للحكومة 300 قتيل على الأقل، بعد مقتل 94 شخصاً يوم الأحد فقط، وهي الحصيلة اليومية الأعلى منذ أسابيع من الاحتجاجات. هذه الأرقام تعكس حجم الأزمة التي تعيشها البلاد.
محاولة إنقلاب
وفي ظل هذه الأوضاع، دعا نجل الشيخة حسينة، سجيب واجد جوي، قوات الأمن إلى منع أي محاولة انقلاب على حكم والدته.
وأكد “جوي” أهمية الحفاظ على سلامة الشعب والبلاد، محذراً من أن أي حكومة غير منتخبة ستشكل تهديداً للتقدم الذي حققته بنجلاديش، كما أشار إلى أن كل ما تحقق في مجالات التنمية سيكون في خطر إذا ما اضطرت الشيخة حسينة إلى التنحي.