طور مجموعة باحثون أميركيون جهازًا جديدًا للكشف السريع عن السرطان في خلال ساعة واحدة فقط، والذي يمكن أن يحقق نقلة نوعية في هذا المجال الطبي.
PiPP .. جهاز يكتشف إصابتك بالسرطان
ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة “نيويورك بوست”، يعرف الجهاز باسم Paper-in-polymer-pond أو اختصارًا PiPP، ويستخدم ورقًا مشابهًا لورق مرشحات القهوة مع إطار بلاستيكي لتكوين منصة اختبار منخفضة التكلفة وعالية الحساسية.
يتميز PiPP بقدرته على اكتشاف علامات السرطان في الدم بتركيزات أقل بكثير من طرق التشخيص التقليدية، مما يجعله أداة واعدة لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
يعتمد PiPP على تحليل قطرة دم واحدة لاستهداف علامتين رئيسيتين للسرطان: مستضد السرطان الجنيني (CEA)، المرتبط بسرطان القولون والمستقيم، ومستضد البروستات النوعي (PSA)، المرتبط بسرطان البروستاتا.
ويعد الكشف عن هاتين العلامتين أمراً صعباً بسبب تركيزاتهما المنخفضة في الدم خلال المراحل المبكرة من السرطان. إلا أن جهاز PiPP يمتاز بقدرته على رصد هذه العلامات الحساسة بتركيزات منخفضة، ليحقق بذلك حساسية تزيد بحوالي 10 مرات عن مجموعات الاختبار المتوفرة حالياً في الأسواق.
هذا الجهاز يوفر تشخيصًا دقيقًا بتكلفة منخفضة، حيث تبلغ تكلفة الاختبار بضعة دولارات فقط، بالإضافة إلى حساسيته العالية، حيث يتميز الجهاز بسهولة استخدامه وإمكانية نقله، مما يجعله ملائمًا للاستخدام في مختلف البيئات وظروف المرضى بغض النظر عن قدراتهم المالية.
PiPP نقلة نوعية في مجال التشخيص الطبي، وخاصةً في ضوء الأبحاث التي تشير إلى أن الجيل “إكس” (المولودون بين أوائل الستينيات وأوائل الثمانينيات) معرضون بشكل أكبر للإصابة بـ 17 نوعًا من السرطان مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا.
كما يسلط هذا التطور الضوء على أهمية التشخيص المبكر في زيادة فرص استجابة المرضى للعلاج، وهو ما قد يجعل PiPP أداة فعالة لإنقاذ الأرواح.
إحدى المزايا الرئيسية لجهاز PiPP هي قدرته على تقديم نتائج سريعة؛ إذ يمكن أن يظهر نتائج التحليل خلال 60 دقيقة فقط، مقارنةً بالاختبارات التقليدية التي قد تتطلب حوالي 16 ساعة. ولتسهيل قراءة النتائج، يمكن للمستخدمين استخدام الهاتف الذكي، مما يعزز سهولة الوصول وسرعة الاستفادة من نتائج الفحص.
ورغم الإمكانيات الواعدة لهذا الجهاز، إلا أنه قد يستغرق عدة سنوات قبل أن يصبح متاحًا تجاريًا في الأسواق. ويخضع PiPP حاليًا لاختبارات النموذج الأولي، حيث سيتم تقييم فعاليته وسلامته من خلال التجارب السريرية لتحديد مدى كفاءته وسلامته قبل طرحه للاستخدام العام.