في الشرق الأوسط، تظل إسرائيل هي اللاعب الإقليمي الذي لم يتوقف منذ نشأته في 1948 عن توظيف أدواته العسكرية في سلسلة حروب متتالية مع جواره العربي المباشر. منذ 1948، وتجاهل قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة في 1947، أصبحت إسرائيل دولة احتلال لأراضي الغير.
توجهات الحكومات الإسرائيلية
على مر السنوات، انحرفت حكومات تل أبيب المتعاقبة تدريجياً نحو اليمين المتطرف واليمين الديني، رافضةً مبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً. تمسكت هذه الحكومات بمواصلة الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية وحصار قطاع غزة، مما قوض أساس “عملية السلام” التي بدأت بمعاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية في 1979، ثم تلتها اتفاقات أوسلو 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، واتفاقية وادي عربة 1994 بين الأردن وإسرائيل، ومبادرة السلام العربية 2002.
تجاهل الالتزامات
تجاهلت حكومات تل أبيب تدريجياً التزامات اتفاقات أوسلو تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية، مما أدى إلى تآكل القبول الشعبي للتسوية السلمية. كما استمرت في حصار غزة والاشتباك عسكرياً مع حماس والفصائل المتحالفة معها، مما جعل سلامها مع مصر والأردن “سلام الحد الأدنى” في ظل استمرار الاحتلال.
التحديات الإقليمية
في 2011، واجهت إسرائيل خريطة شرق أوسطية مربكة بسبب الانتفاضات الشعبية والحروب الأهلية. قرر اليمين الحاكم في تل أبيب الاشتباك مع هذه التحديات دون التخلي عن ثوابته، مما أدى إلى مزج بين تجريف السلام واستباحة الشعب الفلسطيني، مع التنسيق الأمني والدبلوماسي مع بعض الفاعلين الإقليميين.
السياسة الإسرائيلية بين 2015 و2023
بين 2015 و2023، كان مزج حكومات اليمين المتطرف والديني في تل أبيب، بقيادة بنيامين نتنياهو، هو العنوان الأبرز للسياسة الإسرائيلية. استغلت هذه الحكومات التأييد الأمريكي والتخاذل الأوروبي لتحقيق دمج إسرائيل الإقليمي، مع تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني.
تداعيات انفجار 7 أكتوبر 2023
بعد انفجار 7 أكتوبر 2023، استمرت سياسات حكومة اليمين في إسرائيل في إلغاء حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، مما أدى إلى إعادة احتلال قطاع غزة. كما امتدت هذه السياسات إلى لبنان، حيث استبيحت أرواح المواطنين وأرضهم.
التحديات التي تواجه نتنياهو
على الرغم من المكاسب المرحلية، أصبح نتنياهو أسيراً لحرب الاستنزاف الجديدة، حيث يحتاج إلى أطراف تقبل الاستسلام غير المشروط. كما يحتاج إلى دفع إيران إلى هاوية سحيقة من الانهيار العسكري والأمني.
الشركاء الإقليميون
يحتاج نتنياهو إلى شركاء إقليميين يقبلون خرائطه التي تلغي الدولة الفلسطينية وتستعبد الشعب الفلسطيني، مما يهدد المصالح الوطنية للدول المجاورة ويؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة.