يحتفل الملايين حول العالم في الأول من أبريل من كل عام، بيوم يعرف بـ “كذبة أبريل“، حيث يتبادل الناس الخدع والنكات والمزاح، في جو من المرح والمفاجآت، ورغم أن هذا اليوم ليس عطلة رسمية، إلا أنه أصبح جزءًا من الثقافة الشعبية في العديد من الدول. لكن ما أصل هذا اليوم؟ وكيف تحول إلى تقليد عالمي؟

أصل كذبة أبريل

تعود جذور كذبة أبريل إلى عدة نظريات، أشهرها:

التقويم الفرنسي:

في عام 1582، قرر البابا غريغوريوس الثالث عشر تغيير التقويم من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري، مما أدى إلى انتقال رأس السنة من الأول من أبريل إلى الأول من يناير. لكن بعض الناس استمروا بالاحتفال بالسنة الجديدة في أبريل، فأصبحوا هدفًا للخدع والسخرية، وهو ما قد يكون أصل هذه العادة.

 

مهرجان “هيلاريا” الروماني:

كان الرومان يحتفلون بهذا المهرجان في أواخر مارس، حيث كان الناس يرتدون الأزياء التنكرية ويمارسون الخدع والمزاح.

الطقس المتقلب:

يربط بعض الباحثين كذبة أبريل بتغيرات الطقس المفاجئة في فصل الربيع، والتي قد “تخدع” الناس بتقلباتها غير المتوقعة.

كذبة أبريل حول العالم

رغم انتشار هذا التقليد في دول كثيرة، إلا أن طرق الاحتفال تختلف من بلد إلى آخر:

فرنسا:

يُطلق على هذا اليوم “Poisson d’Avril” أو “سمكة أبريل”، حيث يقوم الأطفال بلصق صور أسماك على ظهور الآخرين كمزحة.

بريطانيا:

يسمح بالخداع حتى منتصف النهار فقط، ومن يقوم بالخداع بعد ذلك يُعتبر هو نفسه “أحمق أبريل”.

 

ألمانيا وإسبانيا:

ألمانيا وإسبانيا لا يمارس فيهما عادة الكذب والخداع، حيث أن الأول من أبريل يوم مقدس لدى الإسبان، إذ يوافق يوم ميلاد الزعيم الألماني “بسمارك”.

أشهر خدع كذبة أبريل في التاريخ

على مر السنوات، شهد العالم العديد من الخدع الطريفة التي خدعت ملايين الأشخاص، ومنها:

شجرة السباجيتي (1957): بثت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تقريرًا زائفًا عن “حصاد السباجيتي” في سويسرا، مما دفع الكثيرين للسؤال عن كيفية زراعتها.

هامبرجر للأعسر (1996): أعلنت شركة برجر كينج عن برجر مخصص للأشخاص العُسر (الذين يستخدمون يديهم اليسرى)، وصدقها العديد من الزبائن.

 

Google Nose (2015): أعلنت شركة جوجل عن ميزة خيالية تتيح للمستخدمين البحث عن الروائح عبر الإنترنت.

كذبة أبريل: مزاح بريء أم خداع خطير؟

رغم أن كذبة أبريل تهدف إلى المرح، إلا أن بعض الخدع قد تتسبب في مشاكل خطيرة. ففي بعض الحالات، قد تؤدي الأخبار الكاذبة إلى إثارة الذعر أو حتى وقوع أضرار حقيقية. لذلك، من المهم أن تكون الخدع خفيفة وغير مؤذية.

كذبة أبريل هو يوم مخصص للمزاح والمرح، لكنه يتطلب مسؤولية عند تطبيقه. فالضحك مطلوب، لكن دون أن يتحول إلى أذى للآخرين. فالمزاح يجب أن يكون ممتعًا للجميع، وليس لشخص واحد على حساب الآخرين.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني