كتبت:الدولة بيروكي_المغرب
بالرغم من الإعاقة كحد فاصل في ممارسة هذه الحياة ، إلا أنها قد تلهمنا الى إنجازمذهل والى قصص نجاح وانبهار تنبعث من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وبأن القوة التي يمتلكونها لتحقيق احلامهم اكبر بكثير من القوة التي يمتلكوها الشخص العادي ، والنجاح الذي يبدأ بصعوبات وتحديات جسدية ونفسية هو النجاح الحقيقي بل يمتد الى أن يحققو في المجتمع الإعتراف على أنهم اناس عاديون وأكثر.
لم تمنع الإعاقة الجسدية الشاب، المهدي ب من التطلع للأمام في سبيل تحسين مستواه ومتابعةدراسته والنيل من أحسن الشهادات.
ويسعى المهدي إلى ممارسة أنشطة رياضية ومعرفية متنوعة لتحفيز نظرائه من ذوي الهمم على تجاوز الصعوبات اليومية وتغيير النظرة السلبية للمجتمع.
يقول المهدي :”الإعاقة الجسدية ليست سوى اختبارٌ للإرادة، وليست حاجزًا أمام الأحلام. فأنا، كشابٍ يجلس على كرسي متحرك، أؤمن بأن التحديات تُصقل الشخصية وتجعل النجاح أكثر قيمة. نعم، الحياة مع الكرسي المتحرك ليست سهلة، ولكنها علمتني أن القوة الحقيقية تكمن في الروح، لا في الجسد”
وأجاب المهدي للصحيفة عن بعض الأسئلة :
“أنا في منتصف العشرينيات من عمري، أعيش بإعاقة حركية منذ الطفولة جعلتني أعتمد على الكرسي المتحرك في تنقلي. لكن هذه الإعاقة لم تمنعني من أن أعيش حياة طبيعية، أتعلم وأحلم وأكافح مثل أي شخص آخر. أكملت دراستي الثانوية بتفوق، والآن أدرس في الجامعة وأحضّر لدرجة الماستر، وأطمح إلى إكمال الدكتوراه في المستقبل”.
_هل تشعر بأن إعاقتك عبء على عائلتك؟
لا أنكر أن وجودي على كرسي متحرك يفرض تحديات على عائلتي، خاصة في البداية. لكن مع الوقت، تعلمنا جميعًا كيف نتعايش مع الوضع. عائلتي لم تنظر إليّ كشخص عاجز، بل كفرد يحتاج إلى دعم مختلف، وليس إلى شفقة. هم وقودي الذي يمنحني القوة لمواجهة الصعوبات.
_ما هي أبرز التحديات اليومية التي تواجهها؟
– الحركة والتنقل: كثير من الأماكن غير مجهزة لذوي الكراسي المتحركة، مما يجعل الخروج مغامرة يومية.
– النظرة الاجتماعية: بعض الناس ينظرون إليّ إما بشفقة مفرطة أو بتعامل غير طبيعي.
– الوصول إلى الخدمات: من المواصلات إلى المرافق العامة، كثير من الأشياء غير مصممة لتناسب احتياجاتي.
_هل تستطيع التمييز بين الشفقة والدعم الحقيقي؟
نعم، الشفقة تُشعرك بأنك ضعيف، أما الدعم الحقيقي فيمنحك الثقة. أعرف من يتعامل معي كصديق عادي، ومن ينظر إليّ كـ”مسكين” يحتاج إلى عطف. الأول يقويني، والثاني يُضعفني.
_هل المجتمع من حولك واعٍ باحتياجاتك؟
هناك تحسن، لكن الطريق طويل. بعض الجامعات والمباني أصبحت أكثر تهيئة لذوي الإعاقة، لكن الوعي الاجتماعي لا يزال ضعيفًا. كثيرون لا يعرفون كيف يتعاملون مع شخص على كرسي متحرك دون أن يجرحوا كبريائه.
_كيف استطعت إكمال دراستك؟ وهل واجهت صعوبات؟
التعليم كان تحدي الأكبر، ليس أكاديميًا، بل لوجستيًا. صفوف في أدوار علوية بدون مصاعد، مكتبات غير مهيئة، وحتى حمّامات غير مناسبة. لكني تعلمت أن أكون إيجابيًا، وأبحث عن حلول بديلة، مثل التسجيل في مواد ذات قاعات سهلة الوصول، أو الاعتماد على الأصدقاء في بعض الأحيان.
_هل تفكر في الحصول على الدكتوراه؟
بكل تأكيد! حلمي هو أن أصبح دكتورًا وأثبت أن الإعاقة لا تعيق العقل ولا الطموح. أريد أن أكون نموذجًا لأشخاص مثلي، وأثبت أن الكرسي المتحرك لا يحدد مسار حياتي.
_هل تحصل على تسهيلات دراسية بسبب إعاقتك؟
بعض الجامعات توفر:
– قاعات دراسية في طوابق سهلة.
– امتحانات بوقت إضافي إذا احتجت لذلك.
– مساعدين للتنقل داخل الحرم الجامعي.
لكن للأسف، ليس كل شيء مثاليًّا، وأحيانًا أضطر للمطالبة بحقي.
_ما هي أحلامك خارج الدراسة؟
أحلم بمجتمع أكثر شمولًا، حيث لا تكون الإعاقة عائقًا أمام أي شيء. أيضًا، أطمح إلى العمل في مجال الدعوة لحقوق ذوي الإعاقة، وإطلاق مبادرات لتسهيل حياتهم. كما أحب الرياضة، وأفكر في تجربة كرة السلة على الكراسي المتحركة!
وإختتم المهدي لافتا بأن لكرسي المتحرك قد يكون جزءًا من حياتي، لكنه لا يحدد من أنا. النجاح ليس حكرًا على الأصحاء، بل هو حق لكل من يملك الإرادة. أريد أن أقول لكل شخص في وضعي: أنتم أقوى مما تظنون، والمجتمع سيتغير يومًا ما، لكن التغيير يبدأ بإثبات أننا نستحق الفرص مثل الجميع.
لم تكن عملية إطلاق عروض في 20 أبريل 2022 في إطار دعم تمدرس الأشخاص في وضعية إعاقة من صندوق دعم الحماية الاجتماعية والتماسك إذ سيستفيد أزيد من 23.000 طفل في وضعية إعاقة من الخدمات التربوية والتأهيلية وشبه الطبية في مختلف المراكز والمدارس المستقبلة لهم.
يقول ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء النظرية البريطاني الراحل : “نصيحتي للآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة هي: ركزوا على الأشياء التي لا تُعيقكم إصابتكم عن فعلها بشكل جيد، ولا تشعروا بالألم في التخلي عن الأشياء التي تمنعكم الإعاقة عن فعلها. لا تجعلوا إعاقتكم تمتد إلى أرواحكم كما وصلت إلى أجسادكم”ونحن ايضا نقول أن المعاق قد تحدى ان يكون مرهونا بتكثيف حركته في المغرب وفي بلدان أخر ، ليسبح بعيدا في بحر الإبداع والإختراع.