كتب _ عبدالرحمن شاهين
حذر الخبراء في الشؤون الدولية من أن المنطقة تتجه نحو حرب شاملة قد تثير صراعاً عالمياً بين الشرق والغرب. وقد أشار خبراء لـ”الوفد” إلى تفاصيل خطيرة بشأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة والتخطيط لعمليات مستقبلية، وسط مخاوف متزايدة من تسارع البرنامج النووي الإيراني كاستجابة لهذا التصعيد.
أكد اللواء أحمد عبد المجيد، خبير العلاقات الدولية، أن التصعيد الأخير وضع المنطقة على حافة صراع قد “يشعل فتيل حرب دارية بين الشرق والغرب”. وفي نفس السياق، حذر الخبير اللبناني خالد زين الدين من أن الصراع قادم، معتبراً أن المنطقة تتجه نحو مجهول، في إشارة إلى اتساع نطاق المواجهة.
وأشار عبد المجيد إلى أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران جاءت نتيجة “خدعة كبرى” وأدت إلى زج الولايات المتحدة في أزمة دولية معقدة، لافتاً إلى أن الأهداف الإسرائيلية تجاه إيران كانت “واضحة منذ عقود”، بسبب اعتبار تل أبيب لطهران “العدو الأول” لما تمتلكه من قدرات نووية وصاروخية تهدد أمنها، فضلاً عن دعمها للميليشيات مثل حزب الله والحوثيين التي زادت من رصيدها السلبي لدى المجتمع الدولي.
وحسب عبد المجيد، فإن إسرائيل قامت بالتحضير لضربتها الأخيرة من خلال زرع شبكة جواسيس داخل إيران، مما أتاح لها جمع معلومات دقيقة، وبالتالي تنفيذ “ضربة موجعة” باستخدام نحو 200 طائرة وعدد كبير من المسيرات والصواريخ الذكية لاستهداف علماء ومواقع حساسة. ولكن الرد الإيراني “الحاسم” لاحقاً، الذي أعاد التوازن جزئياً، فاجأ إسرائيل واضطرها للاعتراف بصعوبة استمرار الحرب دون دعم أمريكي عسكري.
ويعتقد عبد المجيد أن الهدف الحقيقي لإسرائيل كان جعل واشنطن “رأس حربة” في الحرب، بينما تظهر هي كطرف ناجح دون تكاليف كبيرة، ولكن رفض أمريكا الدخول المباشر في القتال غيّر المعادلة وجعل إسرائيل تعترف عجزها عن مواصلة المعركة بمفردها.
وحذر من تصاعد المعاناة الإنسانية، مشيراً إلى أن الشعب الإسرائيلي يعيش في الملاجئ منذ بداية التصعيد، بينما تكافح حكومته لإقناع المواطنين بذلك بسبب القصف الإيراني المتكرر. كما اتهم إسرائيل بتضليل الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها، مشدداً على أن هذا قد يؤجج الصراع ويؤدي إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني.
كما حذر عبد المجيد من عواقب وخيمة إذا تدخل حلفاء إيران في النزاع، مما قد يدفع نحو “أزمة عالمية” بين الشرق والغرب. وأكد أن استمرار “الحرب الدموية” لا يمكن أن يستمر دون تدخل “الأصوات العاقلة” ومجلس الأمن لإقناع الطرفين بخطورة الوضع. وتوقع سيناريوهات مرعبة، مثل استهداف إيران لأهداف حيوية أو توجيه إسرائيل ضربات لحلفائها كحزب الله، أو حتى قصف مفاعلات نووية إيرانية، مما قد يؤدي إلى نهاية الصراع أو إعادة التهدئة.
وأكد زين الدين، الخبير اللبناني، أن المنطقة على شفير “تبدل كبير” وصراع لا مفر منه، مشيراً إلى التفوق الإسرائيلي المدعوم دولياً من خلال دعم تكنولوجي وسياسي وعسكري. كما أشار إلى “الانتشار اليهودي العالمي” الذي ساهم في سيطرة إسرائيل على الاقتصاد والمال العالمي.
بينما تمتلك إيران موارد وقوة بشرية، إلا أن التفوق التكنولوجي يظل خارج حدودها، مشيراً إلى أن دعم روسيا والصين سيقتصر على الدعوة للحوار وليس التدخل العسكري، وأن أمريكا هي صاحبة القرار الحقيقي في مصير الحرب.
وكشف أيضاً أن الضربة المتوقعة على إيران قد تكون قد تقررت لعام 2024 ولكن تم تأجيلها لأسباب تقنية. كما أشار إلى تحول التطبيع السياسي الفاشل مع إسرائيل إلى “تطبيع إنساني وشراكة اقتصادية” عبر تحالفات مشاريع متعددة الجنسيات، معتبراً ذلك بداية لنزع سلاح المنطقة. ونبه زين الدين إلى أن موازين القوى تحدد في مجلس الأمن، وأن الصراع يتجاوز الحدود الجغرافية للشرق الأوسط.