كتب _ عبدالرحمن شاهين
“الحوسبة السحابية .. نيمبوس .. هابسورا” هي أقوى ثلاثة أدوات في مجال الذكاء الاصطناعي تستخدمها إسرائيل في صراعاتها الأخيرة في غزة ولبنان وإيران، مما يمنحها تفوقًا استراتيجيًا بفضل هذه التقنيات المتقدمة والخطيرة.
تساعد هذه الأدوات الجيش الإسرائيلي في حربه الحالية، التي تعتبر من الأقوى والأشرس منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تشهد الضربات المتبادلة والاغتيالات المستمرة للقيادات العسكرية والعلماء، مع ترقب دول العالم للأحداث ولخطر الانزلاق نحو صراع عسكري يؤثر عليهم اقتصاديًا وعسكريًا.
تُعتبر “هابسورا” إحدى أخطر أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، حيث تستخدم لتحديد الأهداف وتحليل الاتصالات التي يتم اعتراضها، بما في ذلك الصور من الأقمار الصناعية، لتحديد الأهداف العسكرية المحتملة. لقد كانت هذه الأداة فعالة بشكل خاص في استهداف قادة حزب الله خلال حرب لبنان وقادة حماس في غزة.
أيضًا، كان لمشروع “نيمبوس” تأثير كبير، حيث وقعت جوجل وAmazon Web Services عقدًا بقيمة 1.2 مليار دولار لتزويد الحكومة الإسرائيلية بخدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. رغم تأكيد جوجل على أن العقد لا يتعلق بالخدمات العسكرية، إلا أن الجيش الإسرائيلي استخدم هذه الخدمات في الحرب الأخيرة لتحليل البيانات المراقبة.
كما أطلقت Amazon Web Services مشروعًا للحوسبة السحابية لمساعدة الحكومة الإسرائيلية في تخزين وتحليل البيانات الحكومية بكفاءة أكبر، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بمراقبة المواطنين في غزة.
تعد الحوسبة السحابية وسيلة توفر الموارد التقنية عبر الإنترنت بأسلوب يعتمد على الاستخدام، مما يعزز قدرة إسرائيل على تفعيل أدواتها في الذكاء الاصطناعي.
في عالم اليوم، تراجعت الحرب التقليدية، وأصبح من الضروري امتلاك أدوات الذكاء الاصطناعي لتحقيق التقدم الاقتصادي والعسكري. لذا يجب أن يتم تعزيز دور المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في مصر لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وتفعيل استراتيجياته حتى نكون قادرين على مجاراة العالم.
وفي الختام، يجب أن نضاعف جهودنا في مجال الذكاء الاصطناعي للحفاظ على أمننا القومي وتطوير اقتصادنا.
د. محمد كمال
باحث في مجال الذكاء الاصطناعي
حاصل على دكتوراه في دراسة عن حوكمة الذكاء الاصطناعي.
