في عالم قد يبدو وكأنه من أفلام الخيال العلمي، ظهرت تقنية جديدة تثير الجدل تُسمى «تكنولوجيا الروح» أو «الخلود الرقمي»، حيث يمكن للشركات إنشاء نسخة رقمية من أحبائك المتوفين مقابل اشتراك شهري، إذ تقوم شركة «ريفليكتا» الناشئة بابتكار روبوت يعتمد على تزويده بنصوص وتسجيلات صوتية وذكريات من الشخص المتوفى، ليحولها إلى محادثات يستجيب فيها الروبوت بنفس الطريقة التي كان يتبعها الشخص المتوفى، بهدف مساعدة العائلات في التغلب على حزنها.
جسر للتواصل مع الراحلين
وتوضح شركة «ريفليكتا» أنّها تستخدم تقنية حديثة لتعكس صورة وروح وكيان الأحباء، سواء كانوا أحياء أو راحلين، وقد وُلِدَت الفكرة من رغبة بسيطة في سماع صوت من نحب والتواصل معهم مرة أخرى، كما أوضح المؤسس المشارك مايلز سبنسر، الذي يرى أن الحزن والحب وجهان لعملة واحدة، وأن هذه التقنية تمنح الحب صوتًا يمكن أن يستمر بشكل أخلاقي ومحترم، ويستخدم المؤسس المشارك الآخر، جريج ماتوسكي، المنصة للتحدث مع نسخة افتراضية من والده، الذي كان محاربًا قديمًا في الحرب العالمية الثانية، ويؤكد ماتوسكي أنّ ما يتحدث معه ليس والده الحقيقي، بل قصصه وإرثه الذي يطفو على السطح من خلال هذه التقنية.
وعلى الرغم من التبريرات، يرى النقاد أن هذه التقنية تستغل الحزن وتمنع عملية الحداد الطبيعية، لويس جودال، من برنامج «نيوزنايت»، حذر من خطر عميق في هذا المنتج، معتبرًا أنه استغلالي لأنه يهدف إلى كسب المال من حزن الأشخاص، وقد يشجع المتضررين من الخسارة على البقاء في حالة الحزن، وأكد جودال لماتوسكي أن الموت جزء أساسي من الطبيعة البشرية، والحزن والفقد جزء من ذلك، وأضاف أن هذه التقنيات قد توهم الناس بأنهم يتحدثون إلى أقاربهم المتوفين، بينما هم في الحقيقة يتحدثون إلى شبح أو خيال.
خدمات أخرى وتكاليف باهظة
وتؤكد شركة «ريفليكتا» أنها تعطي الأولوية للأخلاقيات وأن موافقة العائلة ضرورية دائمًا، وأنها لا تستخدم روبوتات الحزن لأغراض تجارية دون موافقة، ولكنها ليست الشركة الوحيدة في هذا المجال، وتقدم شركة DeepBrain خدمة أخرى تتيح للأقارب إجراء مكالمات فيديو مع أحبائهم المتوفين مقابل 1000 جنيه إسترليني لكل مكالمة، باستخدام الواقع الافتراضي الذي يحاكي الأصوات وتعبيرات الوجه، ويعترف جوزيف مورفي، من شركة DeepBrain، بأنّ الخدمة مثيرة للجدل، لكنه يرى أنها قد تناسب الأشخاص المصابين بأمراض قاتلة، الذين قد يقضون ساعات أمام الكاميرا للسماح للبرنامج بتعلم حركاتهم وأصواتهم، ومن المتوقع أن تصل تكلفة إنشاء شخص افتراضي إلى 20 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 1000 جنيه إسترليني لكل مكالمة.