كتب _ عبدالرحمن شاهين
يشهد القطاع المصرفي في مصر مرحلة جديدة من التحول مع اقتراب تدشين “وان بنك” كأول بنك رقمي متكامل في البلاد، مما يعكس التوجه نحو تعزيز الشمول المالي وتسريع عملية الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي.
أُسست شركة مصر للابتكار الرقمي في عام 2020 لتكون إحدى الأذرع الجديدة لبنك مصر في مجال التكنولوجيا المالية، بدعم مباشر وتمويل من البنك، بهدف تقديم حلول رقمية مبتكرة في السوق المصرية.
وأوضح الخبير المصرفي محمد بدرة أن البنوك الرقمية تختلف عن التقليدية من حيث عدم وجود فروع أرضية، حيث تعتمد بالكامل على الهواتف الذكية والإنترنت، مما يسمح للعملاء بإجراء جميع معاملاتهم بسهولة وسرعة، مثل فتح حسابات أو تحويل أموال أو الحصول على تمويل.
وفي تصريح أشار بدرة إلى أن الهدف من إطلاق “وان بنك” هو تعزيز الشمول المالي من خلال استقطاب شرائح واسعة من المصريين الذين لا يستخدمون البنوك حاليًا، مع العلم أن هذه الخطوة ستساعد أيضًا في تقليل الاعتماد على النقد وتعزيز المدفوعات الإلكترونية.
تسعى شركة مصر للابتكار الرقمي لبدء تشغيل البنك الرقمي بعد استكمال الإجراءات الرقابية والانتهاء من الفحص النافي للجهالة، تمهيدًا للحصول على الترخيص النهائي.
كما أفاد الخبير المصرفي هاني أبو الفتوح بأن من أبرز مميزات البنوك الرقمية هي سهولة فتح الحسابات، حيث يمكن للعميل إتمام جميع الإجراءات عبر الهاتف أو الإنترنت دون الحاجة لمستندات ورقية أو زيارات متكررة للفروع.
وذكر أبو الفتوح أن هذه البنوك تقدم مجموعة شاملة من الخدمات المصرفية عبر التطبيقات، مثل التحويلات وسداد الفواتير وإدارة المدفوعات، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على قروض صغيرة بسرعة، بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتقييم العملاء ومنح التمويل دون الحاجة لضمانات كبيرة.
وقال إن تقليل عدد الفروع والاعتماد على التكنولوجيا يساعد في خفض تكلفة التشغيل، مما ينعكس على رسوم الخدمات، حيث يمكن أن تكون أقل أو حتى مجانية، مع إمكانية التكامل المباشر مع المحافظ الإلكترونية وتطبيقات التكنولوجيا المالية.
وأشار إلى أن هذه البنوك قادرة أيضًا على تقديم حلول أكثر كفاءة للتحويلات الدولية، مما يعد ميزة كبيرة للعمالة المصرية في الخارج. وأعلنت الشركة أن “وان بنك” يستعد لبدء تقديم خدماته للجمهور خلال عام 2026، بعد الحصول على الترخيص النهائي من البنك المركزي المصري.
