بقلم: محمد أكسم

تعتبر التجارب القديمة التى يمر بها الإنسان بمثابة كنز حقيقي، فهي تحمل بين طياتها دروسًا عظيمة ومفيدة لا تقدر بثمن.
قد تكون بعض التجارب مؤلمة فى بعض الأحيان، لكنها تنمى في داخلنا وعيًا جديداً يجعلنا أكثر قوة وصلابة
ومن فضل تلك الذكريات نتعلم كيف نسجل ونقدر اللحظات البسيطة ونحتفظ بما هو صادق وأصيل.
هكذا تصبح التجارب القديمة مرآة نرى فيها أنفسنا، وجسراً نعبر به نحو مستقبل أوعى وأجمل.

وفى إطار متصل يطل علينا الشاعر أسامة شريف بديوانه “التجارب القديمة”
ليضع اسمه بين الأصوات الواعدة في ساحة الشعر العامي المصري, الديوان، كما يشير اسمه، ينطلق من رحلة غوص في الذاكرة، حيث يعود الشاعر إلى تجاربه السابقة وذكرياته الخاصة، ليعيد صياغتها في قصائد تحمل مشاعر إنسانية صادقة وصوراً شعرية مؤثرة.
نعلم جيداً أن التجارب القديمة” ليس مجرد استدعاء لايام مضت، بل محاولة لإحياء تلك اللحظات وإعادة تقديمها في ثوب شعري جديد. فالشاعر لا يكتب عن نفسه فقط من خلال الجمع بين الذكريات والقصيدة ، وإنما يفتح نافذة للقارئ كي يرى في كلماته جزءًا من حياته وتجربته الخاصة.
ومن هنا تأتي قوة الديوان، إذ يتحول من نصوص ذاتية إلى تجربة إنسانية عامة وفريدة.
اعتمد الشاعر أسامة شريف على العامية المصرية التي تتدفق بسلاسة وصدق، دون تكلف أو غموض, فجاءت لغته البسيطة والعميقة في الوقت ذاته، قادرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية بأقرب الكلمات إلى القلب.
وفي قصائده، يلتقي القارئ مع صور مأخوذة من تفاصيل الحياة اليومية، لكنها ترتفع بالشعر لتصبح أكثر إشراقاً وخلوداً
وذلك بملامح القاهرة وحكاياتها، بروح ناسها وذاكرتها، يكتب أسامة شريف نصوصه. فهو ابن قاهرة المعز، الذي جعل من مدينته شريكاً اصيلاً في قصائده، لتبدو حاضرة في التفاصيل والروح.
ومن خلال قرأتى للديوان وجدت أصالة تجربته تتجلى ، فهي نابعة من واقع معاش، ومتجذرة في مكان وزمان محددين، لكنها تملك في الوقت نفسه قدرة على الوصول إلى القارئ أينما كان
وفى نهاية مقالى أقول أنها بداية مبشرة لشاعر يملك أدواته وصدقه الفني, وقد استطاع أسامة شريف أن يعلن من خلاله عن صوت جديد في الشعر العامي، صوت يحمل من العمق ما يكفي ليبقى حاضرا في المشهد الأدبي، ويمنح القراء متعة التأمل والحنين معاً

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني