كتب: هاني صيام

في صباح كل يوم دراسي، تجهز الأمهات حقائب أبنائهن بالحب والاهتمام، فيضعن السندوتشات والعصائر والوجبات الصغيرة، ليتقوّى الطفل على يومه الدراسي الطويل. ولكن بين هؤلاء الأطفال، هناك من يفتح حقيبته ليجدها ممتلئة بما لذّ وطاب، وهناك من يفتح حقيبته فلا يجد فيها إلا الفراغ، أو ربما يكتفي بالماء إن وُجد.

عزيزتي الأم، ليس الهدف من إعداد عشرات السندوتشات لطفلك أن يأكل حتى التخمة، ثم يرمي الباقي في سلة المهملات. إنما يكفيه ما يسد جوعه، ويمنحه النشاط. الأجمل من ذلك أن تعلمي ابنك كيف يشارك جزءاً من طعامه مع زميله الذي لم يجد ما يأكله. هنا، لا يشبع البطن فقط، بل تشبع الروح بالرحمة والود، وتنمو داخل الطفل قيمة المشاركة والإنسانية.

كأولياء أمور، نحن مسؤولون عن غرس الرحمة في قلوب أبنائنا. فالتلميذ الذي لا يملك مصروفاً، أو لم يُجهّز له طعام من البيت، يشعر أحياناً بالحرج أو الحزن حين يرى زملاءه يأكلون أمامه. فلنخفف عنه ذلك الشعور، ولنعلّم أبناءنا أن الاحترام لا يقتصر على الكلمات، بل يمتد ليشمل مشاعر الآخرين واحتياجاتهم.

فلنحوّل استراحة المدرسة إلى مساحة دفء وتراحم، لا إلى ساحة مقارنة بين من يملك ومن لا يملك. سندوتش واحد أقل في حقيبة ابنك، قد يعني سندوتش واحد إضافي في حقيبة زميله الذي يحتاج. وهنا فقط نكون قد ربحنا الدرس الأكبر: أن التربية الحقيقية ليست في الشهادات وحدها، بل في تربية القلب على العطاء.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني