في أولى خطوات دعم إعمار غزة وسط المساعي الدولية المتواصلة لتثبيت الهدنة في القطاع، وتعزيز الجهود الإنسانية عقب توقيع إتفاق إنهاء الحرب خلال قمة شرم الشيخ للسلام، أعلنت الأمم المتحدة عن حزمة مساعدات جديدة مخصصة لتخفيف معاناة السكان المتضررين جراء الحرب وتوسيع نطاق الإغاثة العاجلة، وفقًا لما نقلته “القاهرة الإخبارية”.
تخصيص مبلغ 20 مليون دولار لقطاع غزة
وأصدرت المنظمة بيانًا رسميًا، أوضح خلاله وكيل الأمين العام لـ الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إنه تقرر تخصيص مبلغ إضافي قدره 11 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي، للاستجابة للحالات الطارئة (CERF)، ليُضاف إلى التمويل السابق البالغ 9 ملايين دولار، ليصل بذلك إجمالي المخصصات إلى 20 مليون دولار موجهة لتأمين الغذاء والمياه والمأوى والخدمات الطبية وتشغيل المرافق الحيوية في القطاع.
تقدم ملموس في إدخال المساعدات إلى غزة
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، أن العمل الميداني في غزة يسير بوتيرة متسارعة، محققًا تقدمًا ملموسًا على الأرض، في خطوة تُعد جزءًا من الخطة الأممية لتكثيف المساعدات خلال الفترة التالية لوقف إطلاق النار.
وأوضح المكتب في بيان أصدره أمس، أنه للمرة الأولى منذ شهر مارس الماضي، تمكنت فرق الأمم المتحدة وشركاؤها من إدخال شحنات من غاز الطهي ومواد غذائية وطبية ومستلزمات إيواء إلى القطاع، إضافةً إلى استمرار عمليات توزيع المساعدات الإنسانية على نطاق واسع في مختلف المناطق المتضررة.
وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجًا في غزة
ووفقًا للبيان، فإن تخفيف القيود على الحركة والوصول لمناطق متعددة من القطاع، مكن فرق الإغاثة من نقل الإمدادات الطبية والطارئة إلى المناطق الأكثر احتياجًا، كما يجري العمل على تقييم الطرق الرئيسية، للتأكد من خلوها من مخاطر المتفجرات والمخلفات الحربية، بما يضمن سلامة فرق العمل الإنساني.
وأضاف، أن فرق الأمم المتحدة تعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية والمنظمات الدولية على دعم الأسر النازحة عبر توفير مواد الإيواء الأساسية، والاستعداد المسبق لمواجهة موسم الشتاء الذي يهدد مئات العائلات التي فقدت منازلها خلال الحرب.
خطة الستين يومًا الأولى بعد وقف إطلاق النار
وفي إطار الخطة الأممية لمسار الستين يوم الأولى من وقف إطلاق النار، أكد البيان أن الأمم المتحدة تعتزم توسيع نطاق العمليات الإنسانية لتشمل جميع مناطق قطاع غزة، بهدف تقديم المساعدات والخدمات المنقذة للحياة إلى كل شخص تقريبًا داخل القطاع، مع التركيز على الأطفال والنساء وكبار السن الأكثر تضررًا.
وأضافت المنظمة الأممية، أن وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق غزة، يتطلب إستمرار التعاون مع الدول المانحة والسلطات المصرية، لتسهيل دخول المساعدات عبر المعابر الحدودية وضمان تدفق الإمدادات بصورة مستدامة.
وفي ختام البيان، شدد المسؤول الأممي توم فليتشر على أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام الأمم المتحدة الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وتقديم العون الإنساني العاجل، مضيفًا: “المرحلة المقبلة ستتطلب تضافرًا دوليًا واسعًا لضمان استمرار دخول المساعدات والخروج بسكان غزة إلى بر الأمان ومساعدتهم في إعادة بناء حياتهم مرة أخرى في بيئة أمنة وكريمة”.
