بقلم الكاتبة زينب محمد شرف
في إطار الجهود الإقليمية لتعزيز ثقافة الحدّ من مخاطر الكوارث، وتنمية قدرات المجتمعات على التصدّي لها، شاركت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بقيادة نائبها الأستاذ الدكتور علاء عبد الواحد عبد الباري، في افتتاح الاحتفال الإقليمي المُنعقد في مملكة البحرين، بمناسبة اليوم العالمي للحدّ من مخاطر الكوارث.
افتتاح الاحتفال الإقليمي باليوم العالمي للحد من مخاطر الكوارث في البحرين
استضافت مملكة البحرين فعاليات الاحتفال الإقليمي بهذا اليوم العالمي، بالتعاون مع جهات عربية وإقليمية متعددة، في خطوة تهدف إلى تكثيف العمل المشترك بين الدول العربية والإقليمية حول موضوع المخاطر والكوارث، وكيفية تعزيز الجاهزية والتعاون.
حين تتضافر الجهود بين الأمم، تُبنى الجسور التي تقي الإنسان قبل أن تحمي الأرض
وحسب ما أُشير إليه في أحد المنشورات الإعلامية، فإن الاحتفال أقيم بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ويُذكر أن الأكاديمية نظّمت أيضاً احتفالاً داخلياً في مقرها في القاهرة بتاريخ 20 مارس 2025، حيث ألقى الدكتور علاء عبد الباري كلمة نيابة عن رئيس الأكاديمية ضمن فعاليات اليوم العربي للحدّ من مخاطر الكوارث.
كلمة الدكتور علاء عبد الباري
– الكوارث ليست أحداثًا عابرة، بل مرايا تُظهر مدى جاهزية الإنسان وقدرته على التعلّم من الطبيعة لا تحديها في كلمته، التي ألقاها نيابة عن رئيس الأكاديمية، استعرض الدكتور عبد الباري الأنواع الرئيسة للمخاطر والكوارث التي تواجه المجتمعات العربية، وطرح آليات مجابهتها والحدّ من آثارها، كما أكد على أن الكوارث ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي ظواهر مرتبطة بعوامل متعددة تشمل الطبيعة، والإنسان، والتغيّر المناخي.
وكان حريص على الدعوة إلى التكاتف المؤسساتي بين الجامعات، ومراكز البحث، الحكومات، والمنظمات الدولية لتعزيز، وترسيخ ثقافة الجهوزية، والتخفيف من أثر الكوارث على المجتمعات. وتسليط الضوء على أهمية البحث العلمي، والدراسات المتخصصة في مجالات الحدّ من الكوارث، لاسيما في الدول العربية، حتى يكون لكل مجتمع خريطة مخاطِر خاصة به.
في كلمته، وضع الدكتور عبد الباري خارطة طريق تُحوّل الخطر إلى وعي، والوعي إلى ثقافة مجتمعية مستدامة وأن التشديد على التنمية المستدامة كمدخل لا يقل أهمية عن الوقاية من الكوارث، إذ إن التنمية الجيدة والمرنة تساعد على تقليل الآثار السلبية عند وقوع الكوارث.
الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، تقف في طليعة الجهود الإقليمية لتسخير العلم في حماية الإنسان والتنمية هذا الاحتفال يأتي في سياق متزايد من اهتمام الدول العربية بتطوير قدراتها في مواجهة الكوارث الطبيعية والبشرية، وبما أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري هي جهة رائدة في التعليم العالي والبحث العلمي، فإن مشاركة الدكتور عبد الباري تعكس الرؤية الأكاديمية للتطبيق العملي للبحث العلمي في ميدان السلامة والحدّ من المخاطر، ومن أهم ما يميّز هذه المشاركة.
العمل الإقليمي ليس ترفًا، بل هو الطريق الوحيد لتحقيق تنمية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا البُعد الإقليمي، إذ لا يقتصر العمل على دولة واحدة، بل يشمل التعاون بين الدول العربية والإقليمية، ودمج القطاعات الأكاديمية والبحثية مع التطبيق العملي، ما يجعل الأكاديمية شريكاً فعلياً وليس مجرد جهة حضور، واهمية تعزيز الشراكات بين الجامعات، مراكز البحث والمنظمات الدولية، وهو ما يساعد على بناء بنى تحتية معرفية لمواجهة الكوارث.
ومن هذا المنطلق إن ما طرحه الدكتور علاء عبد الباري يُعد دعوة قوية لتعزيز النهج الوقائي والتنموي في آن واحد، ومشاركة الأستاذ الدكتور/ علاء عبد الباري في افتتاح هذا الاحتفال تُعطي مثالاً على كيف يمكن للمؤسسات الأكاديمية أن تلعب دوراً جوهرياً في القضايا المجتمعية والإقليمية، ليس فقط من منبر البحث والنظر، بل من منبر التطبيق، والمشاركة الفعلية، وختامًا في مواجهة الطبيعة، لا يربح الأقوى بل الأوعى، كل الشكر للأستاذ الدكتور/ علاء عبد النائب نائب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
بقلم الكاتبة زينب محمد شرف