كل ما تيجي ذكرى ثورة 30 يونيو، بفتكر دايمًا إن اللي حصل وقتها ماكانش مجرد يوم في التاريخ، دي كانت لحظة وعي عند شعب قرر يستعيد بلده بإيده، ووقف وراه جيشه بكل قوة.
الثورة دي ما بس غيرت المشهد في مصر، دي كمان قلبت موازين المنطقة كلها، ورجّعت البوصلة العربية اللي كانت ماشية في طريق غلط.
قبل الثورة دي، كان في كلام كتير بيتقال ورا الكواليس عن حاجة اسمها “صفقة القرن” — صفقة سياسية واقتصادية فيها بنود أخطر مما الناس كانت تتخيل، زي تبادل أراضي بين مصر والأردن، وطرح فكرة توطين الفلسطينيين في سينا! يعني باختصار: التخلي عن جزء من أرض مصر علشان يتعمل وطن بديل.
لكن لما قامت ثورة يونيو، اتغير كل شيء.
وبعد كام سنة، لما حاولوا يعلنوا “صفقة القرن” سنة 2020، مابقاش عندهم نفس الجرأة. اللي كان بيقودها وقتها جاريد كوشنر (صهر ترامب) ومعاه مستشارين إسرائيليين، لكن حتى كوشنر ماقدرش يقدّم الجزء السياسي منها، واكتفى بالكلام عن استثمارات بـ50 مليار دولار لغزة، والصفقة دي الناس رفضتها من أول لحظة، ومع رحيل ترامب انتهى المشروع ده.
وبعدها، لما حصل التصعيد الكبير في غزة يوم 7 أكتوبر 2023، سمعنا تصريحات من البيت الأبيض عن تهجير الفلسطينيين وإن مصر والأردن ممكن يستقبلوهم، وكأنهم بيحاولوا يحيوا نفس الفكرة القديمة، لكن الرد المصري كان واضح وحاسم: “مفيش تهجير.. ومفيش تفريط في أرضنا”.
وفي أكتوبر 2025، الرئيس السيسي قال كلامًا رجّع الأمل: عن هدنة قريبة، وسلام ممكن يتحقق فعلاً في وقت مش بعيد.
خلف الكواليس، مصر كانت بتقود مفاوضات صعبة جدًا، بين وفود من تركيا وقطر وأمريكا وإسرائيل، ومعاهم قادة من حماس، وكل ده بإدارة مصرية محترفة، سواء من الدبلوماسية أو المخابرات.
النتيجة؟ اتفاق مصري خالص، اتولد من رحم الأزمة، ورسم طريق جديد للسلام.
وفي مشهد رمزي جدًا، ظهر جاريد كوشنر في مؤتمر شرم الشيخ، بيوقّع على اتفاق عملته مصر بإيدها، بعد ما كان هو نفسه صاحب فكرة “صفقة القرن”!
لكن المرة دي، ماكنش فيه صفقة بتبيع أرض، بالعكس — كانت صفقة مصرية بتحمي الأرض وبتحافظ على كرامة الناس.
وفي النهاية، كوشنر رمى كل أوراقه في البحر الأحمر، وكأنه بيقول:
“مصر هي اللي كسبت الجولة دي”