كتب _ عبدالرحمن شاهين

من يوم ما بدأ المصريين يحلموا بالأمن المائي، ويفكروا في بناء السد العالي بعد ثورة 1952، وإثيوبيا واقفة في الصف المقابل.. تعارض، وتشتكي، وتخطط علشان تمنع وصول الميه لمصر.
الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، كشف حقائق مهمة عن اللي بيحصل دلوقتي بين مصر وإثيوبيا، وقال إن الموضوع مش وليد اللحظة، لكن جذوره راجعة لعقود طويلة، تحديدًا من وقت ما مصر بدأت تفكر في مشروع السد العالي.
وقتها، إثيوبيا ما اكتفتش بالاعتراض، دي راحت قدمت شكاوى للأمم المتحدة ضد مصر، وحاولت تستعدي السودان علينا، وحتى هددت إنها تبني سدود في أراضيها وفي السودان علشان تعطل وصول الميه للنيل.
لكن رغم كل ده، مصر ما وقفتش. بالعكس، كملت طريقها، واستعانت بالاتحاد السوفييتي، واتفقنا مع السودان سنة 1959 على تقاسم حصص النيل بعد بناء السد العالي. الاتفاق ده كان تاريخي، لأنه زوّد حصتنا المائية ووفر تخزين ضخم يمنع الفيضانات ويحافظ على الميه اللي كانت بتضيع في البحر.
بس من ساعتها وإثيوبيا مش راضية. اعترضت على الاتفاق، وقالت إنها مش معترفة بحصص مصر والسودان، وفضلت تشتغل على مخطط طويل المدى علشان تتحكم في منابع النيل الأزرق.
الأمريكان نفسهم — حسب ما كشف “نصر علام” — بعتوا في الستينات وفد فني درس النيل الأزرق واقترح بناء أربعة سدود كبيرة في الهضبة الإثيوبية لإفشال مشروع السد العالي، ونشروا الدراسة دي سنة 1964. ومن ساعتها، المخطط ده بقى دستور إثيوبيا المائي.
كل ما الظروف تتيح، تلاقيها بتحاول تبني سد جديد..
في السبعينات، السادات وقف لهم وقال “لأ”.
في التمانينات والتسعينات، حاولوا يكملوا، لكن ما قدروش.
ولما جت أحداث يناير 2011، استغلوا اللحظة ووضعوا حجر الأساس لـ سد النهضة من غير ما مصر أو السودان يعرفوا.
إثيوبيا النهارده بتقول إنها بتبني السد علشان التنمية وتوليد الكهرباء، لكن الحقيقة — زي ما بيقول “نصر علام” — إن الهدف أعمق: السيطرة على النيل، والتحكم في الميه، وفرض أمر واقع على مصر والسودان.
وده مش أول مرة يحصل.. ده تاريخ طويل من محاولات العرقلة، مدعوم أحيانًا من قوى غربية عايزة تشوف مصر دايمًا في خانة “الاعتماد” مش “القيادة”.
اللي لازم نفهمه إن معركة الميه مش مجرد سد بيتبني، لكنها معركة وجود.
مصر عاشت آلاف السنين على النيل، وعمرها ما كانت طرف معتدي أو مستغل.
لكن كل مرة تحاول تأمّن نفسها وتبني مستقبلها، تلاقي اللي بيحاول يقطع عنها الشريان اللي بيديها الحياة.
وفي النهاية، زي ما قال الوزير السابق:
“المعركة على النيل مش جديدة.. لكن مصر دايمًا كانت قدّها، وهتفضل تدافع عن حقها في الميه، زي ما دافعت عن أرضها وسيادتها عبر التاريخ.”

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني