✍🏻بقلم د.مروة الليثي #دليلك للطمأنينة
في فناء المدرسة، وسط الزحام والضحك، فيه طفل واقف لوحده.
مش بيضحك، مش بيجري، بس عيونه بتحكي حكاية وجع محدش سامعها.
اتسمى “التخين”، “القصير”، “النظّارة”، “الغبي”… أسماء قالها زمايله من باب “الضحك”، لكنها كانت بتكسر جواه كل يوم حتة صغيرة.
التنمر مش هزار.
التنمر صوت بيوجع، وضحكة بتوجع أكتر، ونظرة ممكن تفضل تلاحق الطفل لسنين طويلة.
فيه أطفال بيرجعوا من المدرسة مش عايزين يروحوا تاني، مش لأنهم بيكرهوا الدراسة، لكن لأنهم بيخافوا من الوجع اللي مستنيهم هناك.
الوجع اللي مش بيسيب كدمة في الجسد، لكنه بيسيب ندبة في الروح.
أبحاث كتير بتأكد إن الطفل اللي بيتعرض للتنمر بيكون أكثر عرضة للاكتئاب، والقلق، والعزلة، وضعف الثقة بالنفس.
وفي بعض الحالات، ممكن يوصل الإحساس بالعجز والخوف لدرجة التفكير في الانتحار.
وده كله بيبدأ من كلمة، من ضحكة، من تصرف “بريء” في نظر البعض.
لكن المشكلة مش بس في اللي بيتنمر، المشكلة كمان في السكوت.
الطفل اللي بيشوف ويسكت، والمدرس اللي يتجاهل، والأهل اللي يستهينوا لما ابنهم يقول “بيضحكوا عليا”.
كل سكوت بيدي ضوء أخضر لاستمرار الأذى.
العلاج مش صعب… لكنه محتاج وعي وتعاطف.
لازم المدرسة تبقى بيئة أمان، مش ساحة حرب.
ولازم نعلم أولادنا من صغرهم إن الاختلاف مش عيب، وإن الكلمة ممكن تبني زي ما ممكن تهدم.
ونعلمهم كمان يقولوا “كفاية” من غير خوف.
لو فيه طفل بيتنمر، محتاج يتعلم يفهم نفسه أكتر، لأن اللي بيأذي غيره عادة هو نفسه موجوع.
ولو فيه طفل اتأذى، محتاج يسمع من الكبار “إحنا شايفينك، ومش هنسكت”.
التنمر مش مجرد مشكلة مدرسية،
هو جرس إنذار لمجتمع محتاج يتعلم إن الرحمة مش ضعف،
وإن الكلمة الطيبة ممكن تنقذ حياة.
![]()
