بقلم : د / مى محمد زكى
كان ابني واقف جنبي، ماسك التابلت، وعينيه مش عليّ. ناديته:
“يا حبيبي… تعالى ناكل.”
ما ردش.
قربت، لمست كتفه، بص لي بسرعة وقال: “استني بس… دقيقة!”
الدقيقة بقت عشر، وبقت نص ساعة، وأنا واقفة جنبه، شايفة ابني… لكن مش قادرة أوصله.
ساعتها فهمت إن الشاشة مش مجرد جهاز، دي بوابة خطفت ابني من حضني وأنا مش واخدة بالي.
الأجهزة الإلكترونية بقت شريك يومي في حياة ولادنا، ليها فايدة كبيرة، بس ليها ثمن غالي لو سبناها تربيهم بدل ما إحنا نربي. الطفل اللي بيقعد بالساعات قدام الشاشة بيبدأ ينسحب من الحياة اللي حواليه، يسمعك ولا يسمعكش، تنده عليه وما يردش، مش لأنه بيعاند… لكن لأنه غرق في عالم مش قادر يخرج منه بسهولة.
الأثر النفسي واضح: تأخر كلام، ضعف تواصل، عصبية، قلق، نوبات غضب تشبه الانسحاب.
والأثر الجسدي أوضح: صداع، ضعف نظر، انحناء في الرقبة، نوم متلخبط، وسمنة بسبب قلة الحركة.
أما الأخطر فهو الأثر الهادئ… إن الطفل يبقى موجود في البيت بجسمه بس، لكن روحه وعقله في عالم تاني.
طيب… هل الموضوع ملوش حل؟ بالعكس.
أول خطوة إن الاهل تقرب، مش تمنع فجأة. نقول للطفل: “تعالى نلعب
![]()
