بقلم✍️د.مروة الليثي #دليلك للطمأنينة
Meta Description (وصف مختصر):
تعرف في هذا المقال على الأسباب الحقيقية للانهيارات المفاجئة، وكيف يظهر اضطراب ما بعد الصدمة في صورة أعراض صامتة لا ينتبه لها الكثيرون. مقال شامل عن PTSD وأعراضه وأسبابه وعلاجه.
مقدمة
يُعد اضطراب ما بعد الصدمة من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا، لكنه في الوقت نفسه من أكثرها تجاهلًا وسوء فهم.
فالعديد من الأشخاص يعانون من انهيارات مفاجئة، أو خوف غير مبرر، أو نوم مضطرب، دون إدراك أن السبب الحقيقي قد يكون صدمة قديمة لم تُعالَج بعد.
في هذا المقال نستعرض أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وأسبابه، وكيفية علاجه وفق أحدث الأساليب النفسية.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؟
اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تحدث بعد التعرض لموقف صادم، سواء كان حادثًا كبيرًا أو تجربة سلبية تركت أثرًا عميقًا في النفس.
ولا يشترط أن تكون الصدمة حدثًا واضحًا أو ضخمًا؛ فقد يتسبب التنمر، الإهمال، الانفصال العاطفي، أو الخوف الشديد في ظهور نفس الاضطراب.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة: علامات لا يجب تجاهلها
تظهر أعراض PTSD لدى الكثيرين دون أن يربطوها بالصدمة، وتشمل:
1. اليقظة الزائدة والخوف المستمر
الشعور بأن هناك خطرًا قريبًا حتى لو كان الشخص في مكان آمن.
2. الكوابيس والذكريات المؤلمة
عودة متكررة للمواقف الصادمة سواء أثناء النوم أو في أثناء الوعي.
3. اضطرابات النوم
أرق، نوم متقطع، أو الشعور بالتعب رغم النوم لساعات كافية.
4. تجنّب مواقف أو أماكن معينة
الهروب من كل ما يذكّر بالحادث أو الشخص المتسبب في الصدمة.
5. الانفعال السريع والغضب غير المبرر
ردود أفعال مبالغ فيها نتيجة حساسية الجهاز العصبي.
أسباب اضطراب ما بعد الصدمة: لماذا لا نتعافى بسهولة؟
العقل لا يتعامل مع الصدمة كحدث عابر، بل يخزنها كتجربة تهدد البقاء.
لذلك يعيد الشخص تكرارها تلقائيًا بهدف الحماية، فيعيش في حالة استعداد دائم وكأن الخطر لم ينتهِ بعد.
وقد تحدث الصدمة نتيجة:
فقدان شخص عزيز
التعرض للعنف أو الإيذاء
الصدمات العاطفية
حوادث مفاجئة أو كوارث
ضغوط نفسية شديدة في الطفولة
كيف يتم علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟
لحسن الحظ، توجد طرق علاج فعّالة تساعد على التخلص من آثار الصدمة وإعادة التوازن النفسي، ومنها:
1. العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يساعد المريض على فهم أفكاره وتحويل ردود الفعل السلبية إلى سلوكيات صحية.
2. علاج الصدمات بنظام EMDR
تقنية حديثة تعيد معالجة الذكريات المؤلمة بطريقة آمنة تساعد على تقليل شدتها تدريجيًا.
3. العلاج بالكشف التدريجي
يعتمد على مواجهة المثيرات المرتبطة بالصدمة بشكل تدريجي وآمن.
4. الدعم النفسي والعلاج الفردي
يوفر مساحة آمنة للتعبير عن الألم وفهم جذور الصدمة.
متى يجب طلب المساعدة؟
يُنصح بطلب الدعم النفسي عندما:
تتكرر النوبات الانفعالية
يؤثر الخوف على العمل أو العلاقات
يصبح النوم أو التركيز صعبًا
يشعر الشخص بأنه “ليس كما كان”
تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى تطور الاضطراب، بينما العلاج المبكر يحقق نتائج ممتازة.
ختامًا
اضطراب ما بعد الصدمة ليس ضعفًا، وليس شيئًا يمكن التغاضي عنه.
إنه حالة نفسية تحتاج إلى فهم، واحتواء، وعلاج متخصص.
ومع الوعي والدعم، يستطيع الإنسان أن يتجاوز صدمته ويعود لحياته بكامل قوته.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني