كتب _ عبدالرحمن شاهين

يتحدث القرآن الكريم في سورة البقرة عن بقرة بني إسرائيل، ويعرض قصة هؤلاء القوم الذين غلظت قلوبهم وتجردوا من

الإنسانية، حيث تعدوا على الأنبياء وسفكوا الدماء. يكشف القرآن عن طبيعتهم النفسية، حيث أنهم لم يؤمنوا بالصلحاء ويسعون للفساد في الأرض، مستغلين ذكاءهم في التلاعب بأوامر الله. عندما واجهوا مصيبة، توجهوا إلى نبيهم موسى عليه السلام ليكشف لهم عن قاتل النفس، فأمرهم بذبح بقرة، غير أنهم استمروا في السؤال عن أوصافها، مكشوفين بذلك استعدادهم للتحايل. استجاب موسى لأوامر الله وأوضح لهم الصفات المطلوبة للبقرة. وبعد أن أدركوا الأوصاف، بدأوا في البحث عن البقرة المحددة، فوجدوا أنها ليست من الإناث البكر، بل عوان، وصفراء اللون تسر الناظرين.

لكن البقرة المعاصرة تتمثل في بقرة تنتج الحليب ولكنها محرومة من الخير، مما يجعل أبناءها يعانون من الجوع والفقر. تمكن بنو إسرائيل من استغلال هذه البقرة وجعلوها تعتقد أنهم يعتنون بها، متناسين أنهم قد ذبحوا أختها سابقًا. البقرة العظيمة كانت مأمورة من الله بأداء مهمة، بينما البقرة الحاضرة تآمرت مع شياطين بني إسرائيل معتقدة أنهم سيفعلون بها الخير كما اعتقدوا في السابق. ومع الوقت، ستجد هذه البقرة نفسها ضحية مثل أختها. لذا، ينبغي لهذه البقرة أن تستفيق قبل فوات الأوان وتمنح خيرها لأبنائها قبل أن تُذبح كما ذُبحت غيرها.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني