كتب: خالد محمد
ان الله عزوجل قد جعل نبيه محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين،وانزل عليه القران وهو دين الاسلام فيه هدي للناس،وقد جعل الله للمسلمين حقوق وامرهم باداء الواجبات.ويجمع الإسلام بين الحقوق والواجبات، ولا يذهب فيه شيء من الصالحات، جعل سبحانه وتعالى بين المسلمين أخوة، أوجب لها سنناً مستحبات، قال تعالى، «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون»، وهذه الأخوة الدينية من أعظم مقاصد الشريعة، ومن أجل أهداف الإسلام، أن يؤلف بين القلوب، وأن يجمع بين الصفوف، وأن يزيل أسباب الخلاف. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»، فالإسلام دين المحبة والإخاء، ولذا شرع الأسباب التي تحقق هذه الغايات، ومن أهم هذه الحقوق التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس»، وحقوق وواجبات المسلم على المسلم منها ما هو واجب عيني، يجب على كل أحد، فلو تركه أثِم، ومنها ما هو واجب كفائي، إذا قام به البعض سقط إثمه عن الباقين، ومنها ما هو مستحب غير واجب، ولا يأثم المسلم بتركه، وإفشاء السلام معناه التواضع لعباد الله، والمحبة لهم ومسالمتهم، وعدم إضمار شيء في نفسه، ويوم يتخلى الناس عن السلام، ويستهينوا بهذه الشعيرة العظيمة من شعائر الدين، تظهر الضغائن، وينتشر الحقد والحسد بين الناس، فمن حق أخيك المسلم أن تبدأه بالسلام عند لقائه، وأمرنا الحبيب أن نقرأ السلام على من عرفنا ومن لم نعرف، وأجمع العلماء على أن الابتداء به سنة وأما الرد فإنه واجب.وحق المريض من حقوق المسلم عيادته إذا مرض، توثيقا لعرى المحبة بين المسلمين، ويتأكد طلبها بين ذوي القربى، ومن آداب هذا الحق أن يدعو للمريض بالشفاء، ولا يطيل الجلوس عنده، وأن يتحدث إلى المريض بما يشرح صدره ويهون عليه أمر المرض، وعيادة المريض فرض كفاية. ومن حقوق المسلم على المسلم تلبية دعوته إذا دعاه إلى وليمته، فإن كانت الدعوة إلى وليمة عرس فالجمهور على وجوب إجابتها إلا لعذر، أما إن كانت لغير وليمة العرس فالجمهور على أنها مستحبة. وأما تشميت العاطس، فهو الدعاء له بالخير والبركة، فقد اختلف العلماء في حكمه، سنة عند الشافعية، وعند الحنابلة والحنفية واجب، وأظهر الأقوال أنه واجب على من سمع حمد العاطس لله. وستر المسلم واجب أيضاً، فكل ما كان سيئاً من القول فالجهر به لا يحبه الله عز وجل، لأن هذا فيه نشر للرذيلة بين العباد، قال النبي: «إن أوثق عرى الإسلام أن تحب في الله وتبغض في الله»، وتحقيقه في الواقع هو المقياس الشرعي تجاه الناس.والاستنصاح هو طلب النصيحة وهي حيازة الخير للمنصوح له، ونصيحة المسلم إرشاده إلى مصالحه في أمر آخرته ودنياه وتوجيهه إلى الخير وهي مع وجازة لفظها كلمة جامعة لكل معاني الخير والفضيلة، وتكون واجبة إذا كانت متعلقة بفعل الواجبات وترك المحرمات، ومندوبة إذا كانت متعلقة بفعل المندوبات وترك المكروهات، ويتأكد هذا الحق ويلزم إذا طلبه المسلم من أخيه، وليس كل رجل يستنصح أو يستشار إنما الذي يستعان برأيه هو العاقل المجرب صاحب الدين والتقوى، أما نصحه إذا استنصحه، فالأظهر في النصيحة أنها واجبة على الكفاية.