متابعة _ عبدالرحمن شاهين
لايزال يحيى السنوار الملقب فى إسرائيل بـ “الرجل الحي الميت” وضمن المطلوبين على قائمة الاغتيالات الدولة العبرية، الشاغل الأكبر للدولة العبرية لاسيما بعد عملية “طوفان الأقصى” وتحميله مسؤولية هذا الهجوم المباغت التى شنته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ضد إسرائيل فى السابع من أكتوبر.
فشل إسرائيلي متكرر فى العثورعلى السنوار
ومنذ عملية ” السيوف الحديدية ” والتى شنتها إسرائيل رداً على الهجوم الذي شنته حماس، زعمت أكثر من مرة بأنها نجحت فى الوصول إلى السنوار، لعل كانت أغرب الروايات المزعومة والمثيرة للضحك عندما خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفيديو عبر صفحته الرسمية على منصة إكس يزعم بأن الجيش الإسرائيلي استطاع الوصول إلى منزل السنوار، ولم تمضي سوي ساعات قليلة وكذب الإعلام العبري رواية نتنياهو.
وبعد هذه الفضيحة السياسية التى تظهر مدى الانقسام داخل حكومة نتنياهو، عاد الجيش الإسرائيلي ليواصل رحلة البحث عن السنوار وقام بإلقاء منشورات على سكان غزة يطالبون منهم التعاون مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للوصول إلى يحي السنوار مقابل مكافأة مالية، لكن من جديد فشلت ولم تستطيع الوصول إلى زعيم حركة حماس.
الكشف عن مخبأ السنوار
وخلال اليومين الماضيين، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعى مجموعة من الصور والفيديوهات تزعم أنها تمكنت الكشف عن مكان السنوار وفى البيان الذي نشره ادرعى ورصده موقع تحيا مصر قال:” تمكّنت قوات الفرقة 162، خلال الأسابيع الأخيرة من رصد وتدمير إحدى الشقق الآمنة ليحيى السنوار. وتقع الشقة في شمال القطاع، بالقرب من مدينة غزة، حيث تم العثور بداخلها على الكثير من المواد. وبعد تحليل المواد تبين أن الشقة استُخدمت مخبأ لرئيس الذراع السياسي لمنظمة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار”.
وأضاف فى البيان:” وأجرى مقاتلو وحدة “يهالوم” الهندسية الخاصة تحليلاً شاملاً في المكان مستعينين بوسائل تكنولوجية أخرى، حيث اكتشفوا فتحة نفق استراتيجي في قبو الشقة. وتقصّت القوات هذه الفتحة وصولاً على نفق كبير يبدو أنه يخدم كبار مسؤولي الجناحيْن السياسي والعسكري لمنظمة حماس” .
وتابع قائلاً:”وكانت الشقة جزء من شبكة انفاق طويلة ومتشعّبة تنقل عبرها كبار مسؤولي منظمة حماس ومارسوا وظائفهم. وأدّت الفتحة المكتشفة إلى نفق يمتدّ لمسافة 218 متراً وبعمق حوالي 20 متراً تحت الأرض في شمال قطاع غزة. وعُثر داخل النفق على شبكة كهرباء وتهوية وبنى تحتية خاصة بالصرف الصحي وغرف صلاة واستراحة، حيث تم إعداد النفق لإتاحة فرصة الإقامة فيه وإدارة القتال منه لفترات طويلة”.
وأكد فى البيان:”بعد الانتهاء من عمليات تحليل النفق وإجراء كافة النشاطات العملياتية المطلوبة في مساره، تم تدمير النفق من قبل مقاتلي وحدة يهالوم”.
فمن هو يحى السنوار الذي تسعى إسرائيل لاغتياله و فشلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى الوصول إليه ؟
قضي 24 عام فى السجون الإسرائيلية
ولد يحي ابراهيم السنوار عام 1962 فى مخيم خان يونس بقطاع غزة، وقضي نحو 24 عاماً فى السجون الإسرائيلية.
وتلقى السنوار تعليمه من مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية فى غزة لإكمال تعليمه الجامعى ويحصل على درجة البكالوريوس فى اللغة العربية.
وفي عام 1982 ألقي القبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في “أنشطة تخريبية”.
وفي عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن مدى الحياة أربع مرات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما في السجن.
وساهم السنوار فى تشكيل الجهاز الأمني لحركة حماس والمعروف اختصار بـ “مجد”، وبعد الإفراج عن السنوار في صفقة شاليط عام 2011 عاد إلى مكانه قياديا بارزا في حركة حماس ومن أعضاء مكتبها السياسي. فقد شغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي لحماس وقيادة كتائب عز الدين القسام، بصفته ممثلا للكتائب في المكتب السياسي لحماس.
يحى السنوار من السجون الإسرائيلية إلى رئيس حماس
وأدرجت الولايات المتحدة في سبتمبر 2015 اسم السنوار على القائمة السوداء للإرهابيين الدوليين، إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس هما القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى.
وفي 13 فبراير 2017، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، فيما اختير خليل الحية نائبا له. وجاء اختيار السنوار رئيسا لحماس في غزة بانتخابات داخلية للحركة أجريت على مستوى مناطق القطاع المختلفة. واستكملت حماس انتخاباتها الداخلية في الضفة الغربية وخارج فلسطين لإنتخاب رئيس المكتب السياسي منتصف مارس 2017 وأعلن إسماعيل هنية خلفًا لخالد مشعل.
وفي مارس 2021، تم انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات رئيسًا لفرع حماس في غزة في انتخابات أجريت سرًا. وهو المسؤول الأعلى رتبة في حماس في غزة والحاكم الفعلي لغزة، وكذلك ثاني أقوى عضو في حماس بعد اسماعيل هنية.