إذا أردنا أن نجعل الانتماء قيمة عميقة لا سطحية، فعلينا أن ننظر إلى سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. كان النبي، وهو الداعية والمُرسَل، أشد الناس حباً لوطنه الأول مكة المكرمة. وعندما اضطر للهجرة، خاطب مكة بكلمات تدمع لها العين، قائلاً:

“والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت”

هذه الكلمات ليست مجرد حنين، بل هي مناشدة نبوية خالدة تضع الانتماء والحب الفطري للأرض في مصاف القيم الرفيعة. وقد تجسد هذا الحب في دعوته لتعمير الأوطان، والحفاظ على مقدراتها، وبناء مجتمع مترابط متسامح. إنها دعوة نبوية صريحة تدعونا لترجمة حب مصر إلى عمل وبناء والتزام.

Loading