هدير عادل

أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة، موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على إرسال القنابل العنقودية إلى أوكرانيا، في أحدث مثال على تزويد واشنطن لكييف بأسلحة قاومت إرسالها إليها في البداية.

وفي هذا الشأن، أعدت صحيفة “تايمز” البريطانية، تقريرًا تحدثت فيه عن الذخائر العنقودية، وكيف يمكن أن تغير مسار الحرب الأوكرانية.

وذكرت الصحيفة، في تقريرها، أن الذخائر العنقودية التي يمكنها إطلاق المئات من القنابل الصغيرة القاتلة فوق ساحة المعركة تتمتع بقيمة لا خلاف عليها لتعطيل مواقع الخصم الدفاعية.

وأضافت أن تلك القنابل استخدمها بالفعل كلا جانبي الحرب في أوكرانيا، لكن من شأن تسليم واشنطن الآلاف من الذخائر العنقودية الأمريكية لكييف منح الأخيرة أفضلية كبيرة في إخلاء الخنادق وحقول الألغام التي أبطأت بشدة تقدم الهجوم المضاد الأوكراني خلال الأسابيع الأخيرة.

وتتمثل رؤية وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، في أن الذخائر العنقودية أسلحة مشروعة ذات استخدام عسكري واضح. وفي أوكرانيا ستستخدم أيضًا لمهاجمة تشكيلات القوات الروسية أثناء تحركها، بالإضافة إلى تعطيل المركبات الآلية. وعلاوة على ذلك، ستساعد في التعويض عن الأفضلية التي تتمتع بها روسيا في كل من أعداد القوات والمدفعية.

وأوضحت “تايمز”، أن القيمة المتصورة للذخائر العنقودية في ساحة المعركة هي السبب وراء فشل الولايات المتحدة حتى الآن في الانضمام إلى 123 دولة من بينهم بريطانيا، وقعت على الاتفاقية التي تحظر إنتاج ونشر تلك الذخيرة.

واستخدمت الولايات المتحدة، القنابل العنقودية في العراق بين عامي 2003 و2006، لكنها بدأت التخلص تدريجيا منها عام 2016 بسبب المخاطر التي شكلتها على المدنيين عندما تسقط الذخائر على الأرض دون انفجار.

وأشارت “تايمز” إلى تعرض الأطفال، للقتل والتشويه بالتقاط القنابل العنقودية النصف مدفونة، حيث يجذبهم إليها المظلات الصفراء المربوطة بها، ذاكرة في الوقت ذاته، أنه خلال تدخل حلف شمال الأطلسي “الناتو” في الحرب الأهلية بين صربيا وكوسوفو عام 1999 فشلت آلاف القنابل الصغيرة التي أسقطتها طائرات التحالف، في الانفجار.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن ما يصل إلى 150 مدنيا، العديد منهم أطفال، قتلتهم تلك الذخائر.

ومع ذلك، أجّل البنتاجون برنامج التخلص التدريجي من الذخائر لأنه فشل في إيجاد أنظمة أسلحة ملائمة تقارن بفاعلية القنابل العنقودية بدون ترك إرث مميت للأجيال المستقبلية.

وبحسب صحيفة “تايمز”، توجد غالبية الذخائر العنقودية التي يمتلكها الجيش الأمريكي ويقدر عددها بثلاثة ملايين ذخيرة في كوريا الجنوبية وحولها تحسبا لشن كوريا الشمالية هجوما عبر المنطقة منزوعة السلاح. كما تتواجد أيضًا بالقواعد الأمريكية في أوروبا.

وتسمى القنابل التي سترسل إلى أوكرانيا بالذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض، والتي تعد جزءًا من المخزونات التي تم التخلص منها تدريجيا. ويتم إطلاقها في الأساس من مدافع هاوتزر “إم 777” عيار 155 ملم الذي زودت الولايات المتحدة به أوكرانيا.

وستحتوي كل قنبلة تطلقها المدفعية على 88 قنبلة صغيرة، قادرة على تغطية مساحة تصل إلى حوالي 30 ألف متر مكعب. ويمكن أيضًا إطلاقها من أنظمة “هيمارس” الأمريكية.

ورأت “تايمز” أن قرار إرسال الذخائر العنقودية، بعد طلبات متكررة من كييف، يمكن أن يدفع قدما اتفاقا في واشنطن لإرسال أسلحة أخرى ضمن قائمة طلبات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الموجودة منذ فترة طويلة مثل أنظمة نظام الصواريخ التكتيكي العسكري الأمريكية طويلة المدى “أتاكمز”، والذي يمكنه أيضًا إطلاق الذخائر العنقودية.

وأوضحت “تايمز” في تقريرها أن القنابل العنقودية صممت كنظام مضاد للأفراد والدروع تطلقه المدفعية أو الصواريخ أو الطائرات لنشر القنابل الصغيرة عبر مساحات كبيرة من ساحة المعركة.

ومن الصراعات السابقة، تتنوع التقديرات بشأن معدلات فشل تلك القنابل في الانفجار لتتراوح ما بين 10 إلى 40%. ومع ذلك، قال البنتاجون إن الذخائر العنقودية التي سترسل إلى أوكرانيا سيكون معدل فشلها في الانفجار 2.35% أو أقل.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني