لم يتبقَ سوى أقل من 48 ساعة على لقاء المنتخب الوطني أمام موريتانيا في الجولة الثالثة من التصفيات القارية المؤهلة للأمم الأفريقية ولا أحد يشعر أن هناك مباراة للفريق الوطني الذي يتصدر مجموعته.

 

الالتفاف حول المنتخب الوطني له مدلول أكبر من مجرد مباراة نفوز بها ولكن مثل تلك المباريات الرسمية الدولية فرصة لتغذية الوازع الوطني عند الشباب. مباراة دولية تعني علم مصر فوق الجميع وأثرها كبير على تعلية القيم الوطنية عن كل ما هو خاص.

 

لك أن تتخيل أن هناك مباراة بعد ساعات وكل الزخم في اتجاه بطولة السوبر الوهمية التي لا تغني ولا تسمن من جوع. بطولة استعراضية في المقام الأول والهدف منها بعض القروش الكثيرة أو القليلة ولكن إعلامنا الرياضي المبجل يعطيها الأهمية عن لقاء وطني في المقام الأول.

 

تخيل أن منتخب مصر الذي يضم نجومًا في حجم محمد صلاح وعمر مرموش -المنتعش- في الدوري الألماني وترزيجيه وغيرهم من كوكبة النجوم، ورغم ذلك ما زلنا نتحدث عن إمام عاشور وزيزو وأفشة وكهربا وغيرهم. طب إذا لم نهتم بهؤلاء فبمن نهتم!

 

الجميع مشغول ويجهز شنط السفر إلى الشقيقة الإمارات من أجل السوبر وأخبار من نوعية الأهلي يطلب حكام أجانب ثم الأهلي يتراجع. وكلام القندوسي وأمور جانبية لا تصب في صالح مصر أو الكرة المصرية.

 

نعم هناك فارق شاسع بين الكرة المصرية ونظيرتها الموريتانية ولكن تعودنا منذ قديم الأزل أنه طالما المنتخب يلعب أصبح حتمًا الالتفاف حول الفريق دون النظر للمنافس وقد رأيت بعيني واستاد القاهرة مليء عن آخره في مباريات للمنتخب سواء ودية أو رسمية أمام منتخبات الصف الثالث والرابع.

 

ومن هنا لابد أن تكون الاجتماعات والنقاش حول دعم المنتخب -وكما قلت من قبل ليس من أجل الفوز- بقدر ما هو هدف وطني يلتف حوله الجميع. وبدلاً من المسرحيات الهزلية في الإعلام الرياضي عن أمور تافهة لابد أن يكون هدفها الأول هو دعم المنتخب وإعادة الجماهير إلى الملاعب ولتكن البداية من اللقاءات الوطنية.

 

لا تتركوا الشباب يبتعد أكثر من ذلك بل لابد من إعادته إلى الهدف القومي من أجل وأد الفتنة الكروية التي تحولت فيها الأهمية إلى الأندية حتى لو جاءت على حساب الفريق الوطني والكرة المصرية.

 

تأثر المنتخب الأولمبي في أولمبياد باريس بعد منع مديره الفني من الحصول على اللاعبين الذين يريدهم وحرمت الأندية حسام حسن من الحصول على وقت لإعداد لاعبيه القادمين من فترات راحة سلبية رغم ارتباط المنتخب الوطني ثم في النهاية نحاسبهم على النتائج.

 

أتمنى أن يفوق الجميع وأن تعود السيادة للكرة المصرية وأن يعود الهدف الرئيسي من وجود المنتخبات وترسيخ مبدأ أن الدوري والمسابقات المحلية وحتى البطولات الأفريقية هي إعداد للمنتخب الوطني وليس أكثر من ذلك.

 

كلها تمنيات لأننا لا نملك القرار ولكن على صاحب القرار أن يعلم أن هذا الأمر في منتهى الأهمية وعليه إيقاظ الإعلام الرياضي من غفوته. الإعلام الرياضي الذي أصبح يغذي الفتنة ولو على حساب أي قيم وأي معايير.

 

وفي الآخر ليس لدي سوى كلمة واحدة… سوبر إيه اللي يغطي على منتخب مصر!!

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني