كتب _ عبدالرحمن شاهين
فى مثل هذا اليوم 15 يناير عام 1971 افتتح الرئيس الراحل محمد أنور السادات مشروع بناء السد العالى المشروع العملاق الذى حارب في سبيل إنشائه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأعلن بسببه تأميم قناة السويس، ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا اليوم هو العيد القومى لمحافظة أسوان.
وكان الرئيس عبد الناصر وبمشاركة الرئيس الروسي نيكيتا خورشوف والملك الحسن الخامس ملك المغرب والرئيس السورى شكرى القوتلى وضع حجر أساس السد العالي في أسوان في9 يناير عام 1960، كما شارك في الاحتفال السفراء والوفود الأجنبية والهيئات الشعبية من جميع المحافظات.
عبد الناصر يضع حجر اساس بناء السد العالى
وتضمن وضع حجر الأساس صندوقا خشبيا احتوى على نسخة من المصحف الشريف ولائحة بناء السد العالى وعملات مصرية ومغربية وسورية رمزا للدول المشاركة في الاحتفالية.وبدأ الحفل بتفجير هائل لتسعة أطنان من الديناميت وضعت من خلال 6 فتحات عميقة تم حفرها في جبل قريب من منطقة خور كوندى انتهت بنسف الجبل الذى سيصبح فيما بعد القناة الأمامية التى سيحول إليها ماء النيل بعد قفل النهر بالسد العالى..
أزمة تمويل السد
كانت الأعمال التحضيرية لبناء السد قد بدأت منذ عام 1955م بإنشاء الطرق المؤدية إلى منطقة المشروع بالضفتين الشرقية والغربية لنهر النيل، وإقامة المساكن والمرافق اللازمة لها، ومد السكك الحديدية إليه، وإنشاء معامل الأبحاث وتزويدها بما يلزم من الأجهزة والأدوات.
دخل مشروع السد العالى بعد ذلك مرحلة التمويل، وفى أواخر عام 1958 تم الاتفاق مع حكومة الاتحاد السوفييتي فى شأن التعاون الاقتصادي والفني لبناء المرحلة الأولى للسد العالى، حتى جاء يوم إرساء حجر الأساس للمشروع الضخم.
فكرة مشروع السد
وترجع فكرة بناء السد في أسوان إلى بعد قيام الثورة بثلاثة أشهر حيث صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بالبدء فى دراسة المشروع، وقام عدد كبير من مهندسى الهيئات والمصالح الحكومية، كما دعيت لجنة من الخبراء العالميين المتخصصين فى تصميم السدود وتنفيذها ( شركة هوختيف وشركة جوهان كيللر الالمانيتين وشركة ف.ب.ب. السويدية، وشركة سوليتانش، وشركة سوجريا الفرنسيتين، وشركة روديو الإيطالية، والمكتب الهندسى الاستشارى الكسندر جيب البريطانى)، وفى ديسمبر عام 1954، صدر تقريرا موحدا يؤكد سلامة المشروع من كافة الوجوه.
من الشخصيات المصرية التى ضمتها لجنة دراسة المشروع المهندسين محمد صدقى سليمان، موسى عرفة، زكى قناوي، حسب الله الكفراوى، عبد العظيم تركى، حامد سلطان، جمال البطراوى، صفوت شاهين، عبد السلام نبيه تحت رئاسة المشير عبد الحكيم عامر.
شروط تعجيزية لبناء السد العالى
وكان الرئيس عبد الناصر قد عرض المشروع على البنك الدولي للإنشاء والتعمير عام 1956 الذى أكد سلامة المشروع وطالبه بتمويل السد العالى وتقسيط التكلفة على مصر لكن تحركت بريطانيا لتحذير واشنطن من تواجد الخطر الروسى الذي سيساهم في بناء السد في المنطقة، ووضع البنك شروطا تعجيزية ظالمة بالنسبة لمصر، ورفض البنك عرض مصر، فأعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس البحرية كشركة مساهمة مصرية.
وفى المقابل وافق الاتحاد السوفيتى على اقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، وتم بناء السد بمساعدة 400 من الخبراء الروس واكتمل البناء عام 1970، إلا أنه قام السادات بتشغيله في 15يناير 1971 بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.
