كتب رفعت عبد السميع
أكد سفير فيتنام بالقاهرة نجوين هوى دونج، أن البلدين يتمتعان بعلاقة ودية طويلة الأمد، حيث كانت مصر من بين أوائل الدول الأفريقية والعربية التى أقامت علاقات دبلوماسية مع فيتنام فى أوائل الستينيات.

وأضاف فى تصريحات خاصة، فى 1 سبتمبر 1963 أقامت مصر رسميًا علاقات دبلوماسية رسمية مع فيتنام، وخلال نضال فيتنام من أجل الاستقلال، قدمت مصر دعمًا وتضامنًا قيمين.

وعلى مدى العقود الستة الماضية ازدهرت علاقاتنا الثنائية فى مختلف المجالات، بما فى ذلك التبادلات رفيعة المستوى والسياسة والاقتصاد والثقافة والروابط الشعبية.

حيث تتشارك الدولتان وجهات نظر متشابهة حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ويدافعان باستمرار عن السلام والاستقرار والازدهار فى المنطقة وحول العالم.

ودعم البلدين بعضهما البعض فى المحافل الإقليمية والدولية مثل الأمم المتحدة، وحركة عدم الانحياز، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، والاتحاد الأفريقى.

وتابع السفير: فى الوقت الحاضر، تُعد مصر أحد أبرز شركاء فيتنام التجاريين فى شمال أفريقيا، كما يواصل البلدين التبادل والتعاون الثقافى والتعليمى، المبنى على تقاليد عريقة وتاريخية، والتقريب بين شعبينا.

وعلى وجه الخصوص، درس العديد من الطلاب والدبلوماسيين الفيتناميين اللغة العربية فى مصر، وتلعب البعثات الدبلوماسية الفيتنامية والجالية الفيتنامية فى مصر دورًا مهمًا فى تعزيز الصداقة بين بلدينا.

وفى السنوات الأخيرة، حافظ قادة الجانبين على الزيارات المتبادلة، معربين، عن احترامهم العميق لبعضهما البعض.

كما تقدر فيتنام نفوذ مصر الإقليمى بالإضافة إلى مساهماتها فى المحافل متعددة الأطراف، وتقدر تقديرًا كبيرًا الإرث الدائم لحضارة نهر النيل.

وفى التبادلات رفيعة المستوى الأخيرة، أكد البلدين التزامهما بالارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة فى جميع الجوانب.

وأضاف السفير، توفر علاقاتنا السياسية القوية والمودة العميقة التى يتقاسمها شعبينا أساسًا متينًا لتعزيز التعاون الاقتصادى.

حيث يتمتع البلدين بنقاط قوة اقتصادية متكاملة -كلاهما أسواق كبيرة تضم أكثر من 100 مليون نسمة، وتقع فى مواقع استراتيجية توفر بوابات لمناطق أوسع.

ويمكن لفيتنام، من خلال شبكتها من اتفاقيات التجارة الحرة، أن تساعد فى جلب المنتجات والخدمات المصرية إلى آسيا، بينما يمكن لمصر، بصفتها عضوًا فى منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، تسهيل وصول الفيتناميين إلى هذه الأسواق بكفاءة.

وتابع السفير: لتعزيز شراكتنا بشكل أكبر فى الفترة المقبلة، يجب علينا بناء تعاون صادق وجوهرى وفعال بين الوزارات والقطاعات والمحليات.

فى المستقبل، ينبغى أن ينصب تركيزنا على تعميق العلاقات فى التجارة والاستثمار والسياحة، وتعظيم نقاط قوتنا الاقتصادية، وتكثيف التبادلات الشعبية، وكذلك التعاون البرلمانى والأحزاب السياسية.

ويمكن لكلا البلدين مشاركة تجارب تنموية قيّمة، حيث مررنا برحلات تاريخية واقتصادية مماثلة.

وقال السفير: أعتقد اعتقادًا راسخًا أن الروابط الثقافية ستظل حجر الزاوية فى العلاقات الفيتنامية – المصرية، معًا، يمكننا استضافة فعاليات ثقافية وأنشطة مشتركة لتعزيز السياحة والمأكولات والتبادل الثقافى.

فى الوقت الحاضر، يختار عدد متزايد من الطلاب الفيتناميين دراسة اللغة العربية فى مصر، ويُعدّ التبادل الشبابى مفتاحًا لتوطيد الصداقة بين شعبينا وترسيخ روابط دائمة.

ومن الأمثلة البارزة على التبادل الثقافى، النسخة المصرية من مسرح الدمى المائية الفيتنامى التقليدى، والتى تُعرض الآن فى جميع أنحاء شمال إفريقيا، مضيفًا، مع هذه القوة والإمكانات، لدى ثقة كاملة فى مستقبل واعد للعلاقات الفيتنامية – المصرية.

وقدم السفير، التهانى للشعب المصرى على إنجازاته الأخيرة، وقال: أؤمن إيمانًا راسخًا بأن مصر ستتجاوز تحدياتها الاقتصادية بنجاح وستواصل المضى قدمًا على طريق التنمية والازدهار القويين.

كما أننى على ثقة بأن قادتنا وشعبينا سيعملان معًا لبناء مستقبل أقوى وأكثر إشراقًا للصداقة والتعاون بين بلدينا.

ومن جهة أخرى، قال السفير: فى 30 أبريل من هذا العام، يُحيى الشعب الفيتنامى الذكرى الخمسين لتحرير جنوب فيتنام وإعادة توحيد البلاد.

قبل خمسين عامًا، وفى تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم 30 أبريل 1975، دخل الجيش الفيتنامى مدينة ساى غون، مُسيطرًا على قصر الاستقلال -مقرّ عمل النظام السابق- مثّل هذا نهاية الحرب وبداية عهد جديد للشعب الفيتنامى بأكمله.

وقال السفير: وضع يوم 30 أبريل 1975 حدًا للهيمنة الأمريكية والإدارة الجنوبية، مانحًا شعبنا الاستقلال والحرية اللذين ناضل من أجلهما بضراوة.

بعد أكثر من قرن من الانقسام، توحدت فيتنام الشمالية والجنوبية أخيرًا، ودخلت الأمة فترة سلام، خالية من آلام الحرب ودمارها.

كان نصر الشعب الفيتنامى عام 1975 نصرًا تاريخيًا، تحقق بفضل التضحيات الجسام والمثابرة لملايين الفيتناميين، وكان إنجازًا أكيدًا لروح الصمود والثبات التى لا تلين لأمة رفضت الاستسلام حتى لأعتى الخصوم.

ومنذ ذلك الحين، أصبح يوم 30 أبريل 1975 رمزًا للوطنية والإرادة الراسخة ورغبة الشعب الفيتنامى الملحة فى الاستقلال والحرية.

وتابع السفير: هو ليس مجرد حدث تاريخى، بل مصدر فخر عميق للشعب الفيتنامى عبر الأجيال، يُظهر فترة من الشدائد والبطولة فى تاريخ الأمة.

وتحقق هذا النصر بفضل وطنية هذا الشعب، ورغبته الملحة فى السلام، وروحه القتالية التى لا تلين – وهى صفات تعززت على مدى أربعة آلاف عام من التاريخ الفيتنامى.

لم يكن انتصار عام 1975 نقطة تحول لفيتنام فحسب، بل كان أيضًا مصدر إلهام قوى لحركات التحرير فى جميع أنحاء العالم.

وأصبحت فيتنام رمزًا للشجاعة والوحدة والوطنية، مما يدل على أنه حتى الأمة الصغيرة الموحدة والعادلة يمكنها هزيمة أقوى الخصوم

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني