كتب _ عبدالرحمن شاهين
علي جمعة، كشف المفتي السابق للجمهورية، الدكتور علي جمعة، أن سر تأخر المسلمين اليوم، مؤكدًا أن تأخر المسلمين اليوم ليس في الشهوات، مشيرًا إلى أن صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان لديهم شهوات، ولكنهم تقدموا.
سر تخلف المسلمين اليوم
وأكد علي جمعة أن سر التخلف الذي نعانيه اليوم، خلاف صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن الصحابة يعملون لوجه الله، ويحبون رسول الله، وكانوا أصحاب قضية وأصول عملوا لأجلها.
وعن سر تخلفنا اليوم قال الدكتور علي جمعة، عبر صفحته بالفيس بوك: “ليس السبب في تخلفنا أن لدينا شهوات فقد كان الصحابة لديهم شهوات، أو لأننا نحتاج إلى الأكل والشرب ولا نستطيع أن نتزوج فقد كان الصحابة كذلك رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وقد رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم وقدَّمهم..”
أسباب تخلف المسلمين وتقدم الصحابة
وأرجع تخلفنا اليوم لعدة أسباب، كشف عنها الدكتور علي جمعة في مقارنته بين المسلمين اليوم والمسلمين في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال:”إنما المسألة أنهم كانوا يعملون لوجه الله لا يريدون من أحد جزاءً ولا شكورا.. إنما المسألة في أنهم كانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينزلونه المنزلة الأجلّ في أنفسهم وحياتهم وسكونهم..”
وتابع حديثه عن صحابة رسول الله، فقال علي جمعة: “إنما المسألة أنهم كانوا أصحاب قضية وكانوا أصحاب أصول، فعملوا للقضية ونصروا الغاية فخرجوا للعالم بنور الهداية، وكانت لهم ثقافة شائعة لا ينكرها أحد إلا المنافقون في الخفاء..”
وقدم علي جمعة نصائح لعودة المسلمين فقال: “لابد علينا أن نرجع بإعلامنا وبتربيتنا إلى هذا، وإلا فأنتم كما ترون تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعة الطعام (لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًا وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُعْتَدُونَ) [التوبة:10]..”
سر تربية رسول الله للصحابة
وتابع نصائحه فقال: “لا بد علينا أن نبلغ دين الله للعالمين، فاللهم يا ربنا يا كريم بلغ بنا دينك. وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك، وعلمنا مرادك، وأعنا على أنفسنا، ووحد قلوبنا يا كريم.”
وعن صحابة رسول الله فقال علي جمعة: “خرجوا إلى العالم بنور الهداية، أيُّ إنسان رباه رسول الله صلى الله عليه وسلم…! التربية صُحبة وهم صحبوا خير الخلق صلى الله عليه وسلم فكانوا خير الناس، جعل الدنيا في أيديهم وأخرجها من قلوبهم..ورتب لهم الأولويات.. بنى فيهم الهمة.”
وقال الدكتور علي جمعة: “فهل يمكن أن نستخلص من ذلك مجموعة من الصفات التي يجب علينا أن نربي أبناءنا عليها حتى نجعل الدنيا في أيديهم ولا نجعلها في قلوبهم.. حتى نعود مرة أخرى إلى الهمة العالية.. إلى ترتيب الأولويات التي رتبها ربنا لنا..”
وطالب علي جمعة برفع الهمة فقال: “نأمر أنفسنا بالمعروف وأن ننهاها عن المنكر، وأن نعمل بلا ملل أو كلل، من غير كسل ولا طلب لأجر سوى من الله، كل هؤلاء كانوا يعملون من غير أجر، يعملون لقضية وغاية وهدف، يلتفون حول المثل الأعلى والإنسان الكامل صلى الله عليه وسلم، وهو أمرنا أن تكون لنا قضية وأن يكون لنا هدف”
الالتفات حول الأسوة الحسنة
وقال في نصائحه: “علينا أن نلتف حول الأسوة الحسنة، نهانا عن أن نخرج عن ذلك على مر العصور، فخالفنا وقدمنا الدنيا على الآخرة، والمعصية على الطاعة، والفرقة على السداد والوحدة، فماذا حدث؟ تسلط علينا شرار الناس من الشرق والغرب، وأخذوا يضربون في جسد الأمة الإسلامية كما كانت تضرب في كل وقت وحين، وبدأت الأمة الإسلامية تشكو وتئن من كثرة الضرب..!”
وتابع الدكتور علي جمعة قائلًا: “ملخص ذلك كله أن الإنسان لابد أن يكون له هدف في هذه الحياة الدنيا وهو: عبادة الله، وأن تكون عنده همة؛ فإن الأمور ليست بالأماني وإنما بالعمل والاستمرار عليه، وأن يكون عنده ترتيب للأولويات فيعرف حكمة الخالق سبحانه وتعالى ومراده، ويقدمه على ما سواه، وأن تكون هناك ثقافة شائعة.. جو عام..”
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه قائلًا: “أن تكون هناك أصول معتبرة نسير عليها جميعا؛ فننكر المنكر ونأمر بالمعروف وننهى عن كل ما يؤدي إلى الفساد في الأرض.. نتكاتف ونتعاون ونعمل فريقا واحدا من أجل الله ورسوله.. أن نهتم بتعليم أبنائنا بعد أن فشا فينا هذا التفرق وذهبت الأصول وأصبحت الثقافة العامة هي ثقافة الكذب وعقلية الخرافة بدلا من هذا الإنسان الذي رباه رسول الله صلى الله عليه وسلم..!”