✍️بقلم: د.مروة الليثي# دليلك للطمأنينة
في زمنٍ يعلو فيه الصوت قبل الفكرة، ويُقاس النجاح بما يُقال لا بما يُفعل، يظل الهدوء هو السلاح الذي لا يراه أحد، لكنه ينتصر في النهاية.
الهدوء.. قوة من نوعٍ آخر
ليس الهدوء برودًا، ولا انسحابًا، بل نضجٌ داخلي يجعل صاحبه قادرًا على رؤية الصورة كاملة قبل أن يتكلم.
الهادئ لا يندفع خلف الغضب، ولا يُستفَز بسهولة.
هو يعرف أن الردّ في الوقت الخطأ هزيمة، وأن الصمت في الوقت المناسب انتصار.
الهدوء ليس ضعفًا في الموقف، بل تحكمًا في النفس، والذين يملكون أنفسهم وسط الفوضى هم وحدهم من يملكون زمام الحياة.
حين يتكلم الفعل ويصمت الكلام
بينما يهرع البعض لإثبات الذات بالصوت العالي، يثبت الهادئون أنفسهم بالفعل.
هم لا يدخلون في مقارنات ولا منافسات، لأنهم يعرفون أن كل صوتٍ مرتفعٍ يخفي ضعفًا في الداخل.
يتحركون ببطء، لكن بخطوات محسوبة، ويصلون في النهاية دون أن يُحدثوا ضجيجًا.
الهدوء يمنحهم وضوحًا، والوضوح يمنحهم دقة القرار، والدقة وحدها كفيلة بالنجاح.
في العلاقات والعمل والحياة
في العلاقات، الهادئ لا يحتاج أن يصرخ ليُسمع، لأن حضوره وحده كافٍ.
لا يلهث وراء الاعتراف، ولا يبرر كل تصرف، لأنه يعلم أن من يفهمه لا يحتاج تفسيرًا.
وفي العمل، يكون الأكثر ثباتًا.
لا يضيع وقته في الرد على الانتقادات الصغيرة، بل يركز على النتيجة.
بينما يضيع الآخرون طاقتهم في الكلام، هو يستثمرها في الفعل.
الهدوء ليس استسلامًا بل وعيًا
كثيرون يظنون أن الهدوء استسلام، لكن الحقيقة أن الهادئ يختار معاركه بعناية.
لا يردّ على كل استفزاز، لأنه يعرف أن الانشغال بالصغائر يُفقده توازنه.
هو يدرك أن النصر لا يكون دائمًا لمن يهاجم، بل لمن يعرف متى يتراجع ليخطط.
الرسالة الختامية: سلاحك الهادئ هو قوتك
كن هادئًا، لا لأنك لا تستطيع أن ترد، بل لأنك لا تريد أن تنحدر.
اجعل الهدوء لغتك، والفعل ردّك، والصبر حليفك.
فالزمن لا يُكافئ الصاخبين، بل من يمتلكون القدرة على الثبات وسط العواصف.
وفي النهاية، سيفهم الجميع أن المنتصرين الحقيقيين هم من ساروا بهدوء… ووصلوا بثقة.

Loading