د.مروة الليثي #دليلك للطمأنينة

قراءة في العنف المختبئ تحت جلد المجتمع
في السنوات الأخيرة، لم تعد الجرائم صدمة نادرة. أصبح المصري يفتح هاتفه كل صباح على خبر قتل، خطف، طعن، أو شجار ينتهي بجثة. السؤال اللي بقى لازم يتقال بصوت أعلى: ليه الجريمة بقت سهلة؟
وليه فيه ناس بقت تطلع السلاح أسرع ما تطلع الكلمة؟
1️⃣ ضغط الحياة… لما الأعصاب تبقى على الحافة
الضغط الاقتصادي، العمل لساعات طويلة، الزحمة، الديون، القلق… كل ده بيحط الإنسان في حالة “انفجار مقيد”.
مجرد شرارة صغيرة—كلمة، خلاف بسيط، مشكلة في الشارع—تتحول لجرح أو جريمة.
علم النفس بيسمي ده:
Low Frustration Tolerance
يعني قدرة قليلة جدًا على احتمال أي شيء… أقل كلمة ممكن تشعل نار.
2️⃣ المخدرات: القاتل اللي المجتمع سايبه
المخدرات الجديدة—خصوصًا الشابو والآيس—بتعمل حالة من فقدان السيطرة والانفصال عن الواقع.
مجرد لحظة “هياج” كفيلة تخلي الشخص يرتكب جريمة ماكانش ممكن يعملها في وعيه.
الإحصاءات بتقول إن نسبة كبيرة من الجرائم العشوائية مرتبطة بتعاطي مواد مخدرة.
3️⃣ السوشيال ميديا ونموذج “البطل العنيف”
مشاهد الضرب والقتل اللي بقت تتكرر في الفيديوهات، الأفلام القصيرة، والمحتوى العنيف… خلت الجريمة شكلها “عادي”.
لما الطفل يشوف مليون مشترك بيشجعوا شخص بيضرب حد، يبقى طبيعي يكبر وهو شايف إن العنف جزء من الرجولة.
ده غير إن تصوير كل حاجة ونشرها بقى بيكسب مشاهدات…
ففي ناس بتتسابق على العنف علشان تـبان.
4️⃣ ضعف الروابط الأسرية
زمان كان الأب يعرف ابنه كويس، الجيران يعرفوا بعض، والناس كانت متصلة.
دلوقتي؟
كل واحد عايش في جزيرته.
عدم وجود تواصل حقيقي داخل الأسرة بيخلّي الشخص يتكون داخليًا من غير ضبط أو وعي، وده يدفعه لسلوك عنيف في أول أزمة.
5️⃣ انعدام الحوار… وزيادة الغضب
المجتمع بقى متوتر.
الناس مش بتسمع بعض… بتهاجم وبعضها بيتوقع الأسوأ دايمًا.
لما الحوار يختفي، مفيش غير الحل الأسرع: العنف.
6️⃣ غياب القدوة… وحضور الضجيج
في زمن الضجيج، بقى صوت الحكماء ورا، وصوت المستفزين قدام.
الشخص اللي بيشتم، يصرخ، ويتخانق بيجمع متابعين أكتر من الشخص الهادئ.
فلما القدوة تنهار، السلوك ينهار معاها.
7️⃣ “الجريمة فرصة”… مش مخاطرة
بعض المناطق فيها غياب رقابة، غياب كاميرات، ضعف في الإضاءة… ده بيخلق شعور عند بعض الناس إن الجريمة “سهلة ومش هتتاخد بالها”.
الإحساس بالأمان القانوني أهم من القانون نفسه.
🔍 طيب… الحل فين؟
✔ نشر ثقافة الوعي النفسي
لازم المجتمع يتعلم يعني إيه غضب، استثارة، تحكم، احترام.
المدارس والميديا محتاجة تقدم محتوى عن إدارة الانفعالات.
✔ دعم الأسر
لأن الطفل اللي مايترباش على الحوار… هيكبر و”يحل” مشاكله بالطريقة اللي اتعلمها من الشارع.
✔ رقابة على السوشيال ميديا
المحتوى العنيف لازم يتحاسب… مش يتعمله ريتش.
✔ علاج الإدمان وفتح خطوط للمساعدة النفسية
المجتمع لازم يوفر بديل… مش يتفرج.
✔ وجود قانون واضح وحازم سريع التنفيذ
القانون لما يتأخر… بيتحول مجرد كلام.
الخلاصة
الجريمة عمرها ما اتولدت فجأة… هي نتيجة مجتمع تعب، ضغط زاد، روابط اتقطعت، وأصوات حكيمة اختفت.
لكن لسه عندنا فرصة نرجّع التوازن…
لما نقرر إن الحياة أغلى من لحظة غضب… وإن الإنسان مش المفروض يبقى قنبلة موقوتة تمشي على قدمين.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني