يظهر الواحد لازم يراجع نفسه ويبطل يكتب في السياسة ، أصل حصل معايا موضوع خلاني أفكر في كده ، من يومين كنت على قهوة في الانفوشي مع صديقي محدود الدخل ، بنشرب كوبايتين شاي مع سندوتشات الفول والطعمية اللي جبناهم علشان نفطر ، قلت أفتح الكلام وأحنا بناكل ، علشان حسيت إنه شايل الهم وباين على وشة الزعل ، قلتله بقولك ايه يا غالي ، أنت شايف انسحاب أمريكا من أفغانستان أزاي بعد تسليم الحكم لحركة طالبان……. مش عارف هو انا قلت حاجة غلط ، أصل رد فعله كان غريب ومفاجئ لي ، وقالي انت بتهرج أمريكا ايه وطالبان ايه وافغانستان ايه ، ملعون ابو أمريكا على طالبان انت عارف أنا جاي منين ، انا لسه جاي من شركة الكهرباء ودافع ٥٣٠ جنية والشقة حجرتين وصالة ومفيش تكيفات ، حبيت أهدي من روعة واهزر ، فقلته يمكن عندك سيشوار أو بتستخدم جرس الباب كتير ، بصلي بنظرة مش حقدر اوصفها و قالي ، حسيب الأرف اللي انا فيه واكلمك عن طالبان ، اوعى تكون مصدق إن الناس مهتمه بالكلام الفارغ بتاعكوا ده ، ولا يشغلهم أمريكا ولا الصين إنتوا عايشين في وهم ، سيبك من السياسة ووجع الدماغ ، جاي النهاردة تقولي طالبان ، انتوا ناس فاضية .
واحد في الترابيزة اللي جنبي قالي معلش أنا سمعت الكلام واسمحلي أتدخل ، بص يا حاج ، قلتله لا انا مش حاج ، شاورت على صاحبي وقلتله هو ده اللي حاج عنده ٧٧ سنة ، ” ضحك ” وقالي أحنا في المناطق الشعبية بنحب نعرف كل حاجة ، لكن بنهتم بأيه ده موضوع تاني ، لما يكون المجتمع مشاكله الاجتماعية كتيرة ، بيبقى مش مهيئ نفسياً لاستقبال همومه السياسية ، الناس بتبقى قرفانه ومش طايقه نفسها ، والناس اليومين دول تعبانه ، واللي جاي يدوب على قد اللي رايح ، الواحد منا من الغلب تشوفه رايح تلاقيه جاي ، بيفكر كتير لكن بيفكر في ايه ، هو ده المهم عندي ، يمكن مش مهم عندك ، يعني الاستاذ ( وشاور على صديقي ) لسه دافع فاتورة الكهرباء ، ودافع مبلغ ، وسيادتك عارف شركة الكهربا عاملة ايه ومشاكلها مع الناس ، كل ده وتيجي حضرتك تكلمه عن طالبان ، احنا مشاكلنا غيركم واهتماماتنا غيركم ، السياسة عندنا هي أكل العيش وازاي اجيب مصاريف البيت ، ولو عايز افك عن نفسي ، اجي القهوة العب عشرة طاولة مع واحد صاحبي ، يعني لو تكلمني عن أكل عيشي وازاي تحل مشاكلي الاجتماعية أهلا بيك ، غير كده متزعلش من صحبك ، واطلبلي كباية شاي .
