بقلم الكاتبة: سهير منير
هنا القاهرة…هذه العبارة كانت أول ما تم بثه بصوت المذيع الكبير الراحل أحمد سالم في مايو عام ١٩٣٤ مع انطلاق الإذاعة المصرية ..
عبارة تحمل في طياتها همة وحماسة المصريين. وعظمة وجلال قاهرة المعز الساهرة .. الساحرة .. الزاهرة .
ومنذ ذلك التاريخ وسحر الكلمة وعذوبة الإلقاء وتنوع البرامج واثراء العقول والارتقاء بالوجدان سمة الإذاعة .. كل هذا مرادف للإذاعة التي كانت رفيقا للجميع رجالا ونساء شبابا وشيبا في كل فترات اليوم نهاره وليله .. استفتاح بالقران الكريم للشيخ محمد رفعت قيثارة السماء فتطمىن القلوب مع بداية يوم جديد .. ثم صوت ام كلثوم ومحمد قنديل وصباحهما المبهج الذي يثير في النفس الحيوية والنشاط ..
ثم برامج الترفيه والتثقيف ومسلسلات الإذاعة والقصص والشعر وغيرها من فنون الإذاعة التي تخاطب جميع الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.. تطرق الاذان فتنطلق الخيالات إلى عوالم مختلفة لا نهاية لها ..
هذا الأثير الذى حمل قرآنا واخبارا وبرامج متنوعة وترفيها خلق نوعا من الالفة. مع المستمع الذي كان الراديو أنيسه وجليسه وجزءا هاما من حياته اليومية يستهل به يومه فمن ينسى برنامج تسالي للإعلامية القديرة إيناس جوهر التي كانت تفتتحه برباعية صلاح جاهين….ايضا برامج كلمتين وبس للعملاق فؤاد المهندس وهمسة عتاب الذى يعرض مشكلات المواطنين فى إطار درامي تمثيلى ،وطريق السلامة للراحلة العظيمة آيات الحمصانى وكان يعرض الحالة المرورية وايضا قواعد السلامة خلال قيادة السيارات .
برنامج إلى ربات البيوت الذى كان مهتما بقضايا ومشاكل المرأة وتعد الإذاعية القديرة صفية المهني اشهر من قدمته وقدمت خلاله فقرات تمثيلية تعايش معها المواطن مثل (عائلة مرزوق أفندى ،خالتى بمبه)
ثم يليه برنامج غنوة وحدوتة التى قدمته أبلة فضيلة وكانت تقص من خلاله حكايات متنوعة للاطفال ثم غنوة معبرة عن هذه الحكايات .
وبرنامج “قال الفيلسوف”الذى قدمه سعد الغزاوى والفنانة سميرة عبد العزيز واخرجه اسلام فارس ،
ولغتنا الجميلة للعملاق فاروق شوشة
وبرنامج على الناصية للاذاعية
الرائدة والقديرة أمال فهمى وكان ينتظره المستمعون بشغف ونهم بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع كانت تتطرق من خلاله لمشكلات المجتمع وتواجه بها المسئولين لحلها بكل صدق وموضوعية وساعة لقلبك الذى كان يضم العديد من نجوم وكتاب الكوميديا والفكاهة فى مصر منهم يوسف عوف ،احمد طاهر،امين الهنيدى،،عبد المنعم مدبولى ،وفؤاد المهنس،محمد احمد المصري (ابو لمعة )، خيرية احمد ،جملات زايد ،فؤاد راتب (الخواجه بيجو)،نبيلة السيد ،احمد الحداد ،انور عبدالله،محمد يوسف، غيرهم من نجوم الكوميديا .. تلك البرامج المتنوعة شكلت مع غيرها وجدان وعقول المصريين.. فيما كان المستمع هو المؤشر على نجاح المحتوى الذي يقدم عبر الإذاعة ..
والإذاعة شاهد على تاريخ المصريين فكان لها دور كبير فى الفترة من عام ١٩٦٧ إلى عام ١٩٧٣حيث كانت المصدر الوحيد للاخبار .. وكان الإذاعي القدير احمد سعيد ابرز مذيعيها فى تلك الفترة فهو من أسس إذاعة صوت العرب التى بثت لجميع بلاد الوطن العربى وساعد باسهاماته فى تطوير العمل الإذاعي وكذلك الإذاعي الكبير صبرى سلامة هو أول من أذاع بيان النصر فى حرب أكتوبر وأعلن فيه عبو القوات المسلحة المصرية لقناة السويس والاستيلاء على نقط العدو القوية بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية .
لكل هذا كان الاحتفاء والاحتفال باليوم العالمي للإذاعة الذي يوافق الثالث عشر من فبراير وهو اليوم الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ,( اليونسكو )
منذ عام 2011 وقد ركزت هذا العام على إجراء هذه الرؤية
أن تخدم محطات الإذاعة المجتمعات المختلفة، وأن تقدم برامج ووجهات نظر ومحتوى يتسم بالتنوع، وأن تعكس تنوع الجماهير في مؤسساتها وعملياتها”
احتفال هذا العام يأتي تحت شعار الإذاعة والثقة
هذا الشعار الي تندرج تحته ثلاثة أمور مهمة تتعلق بالثقة في الصحافة الإذاعية وما تقدمه من محتوى يثق فيه المتلقى .. وايضا سهولة الوصول إلى المستع فضلا عن الثقة والاستمرارية والحفاظ على التنافسية في ظل انتشار العديد من وسائل الإعلام الرقمي عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ..
شعار هذا العام يعد امتدادا لشعارات الأعوام الماضية من دعم المساواة بين الرجل والمرأة وتحفيز الروح الرياضية وتعميق الانتماء والتنوع في المحتوى والمضمون ..
وبالرغم من الانتشار الواسع للقنوات التليفزيونية ووساىل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية إلا أن الإذاعة تظل واحدة من أكثر الوسائط الموثوقة والأكثر استخداما فهي التي أتاحت سرعة وصول المعلومات والتغطية المهنية للقضايا ذات الإهتمام العام بالإضافة إلي ضمان التعلم عن بعد والترفيه والتسلية الأمر الذي أسهم في تشكيل وعي ووجدان الكثيرين حول العالم
وبلغة البرامج الإذاعية الشهير ة وببعض كلماتها فلى همسة عتاب ارجو أن نمشى بخفة ودلع لكن لانغمض أعيننا لنظل نرى تحت اقدامنا حتى لا نقع .. ويجتهد الجميع الآن ونشحذ العزائم دوما بتقديم محتوى يرقى الوطن به
حتى تعود الإذاعة فتقود .. وتظل آثيرا لا ينتهى بتردد خاص صنعته بخصوصيتها وخلطتها السحرية التى قدمها روادها من عذوبة فى الصوت ممزوجة بجرس فى الأداء