تابع صموئيل نبيل اديب
القاهرة، نوفمبر 2025 –
احتفالًا بمرور خمسة وسبعين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية فنزويلا البوليفارية، نظمت سفارة فنزويلا بالقاهرة سلسلة من الفعاليات الثقافية والدبلوماسية رفيعة المستوى، جسدت عمق الروابط التاريخية والأخوية بين البلدين، وأكدت على أهمية القوة الناعمة كجسر لتعزيز التعاون المشترك.
انطلقت هذه الاحتفالات، التي تزامنت مع منتصف شهر نوفمبر من عام 2025، لتبرهن على أن العلاقات الثنائية لا تُبنى بالاتفاقيات الرسمية وحدها، بل باللحظات التي تلتقي فيها الثقافات والنفوس، كما صرح المسؤولون.
منصات الدبلوماسية الرسمية
شهدت البداية التزامًا دبلوماسيًا رمزيًا، حيث قام سفير فنزويلا لدى مصر، اللواء ويلمر أومار بارينتوس، برفقة نائب وزير الخارجية المصري لشئون أمريكا الشمالية، وائل لطفي، بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري للجندي المجهول. وأكد السفير بارينتوس خلال هذه المناسبة على القيمة التاريخية لهذا التاريخ المشترك، مشددًا على الالتزام المتبادل بتعزيز الروابط القائمة بين شعبي النيل والكاريبي.
جسور الفن السينمائي
استهلت الفعاليات الثقافية بعرض سينمائي مميز يوم الخميس الموافق 13 نوفمبر بقصر ثقافة السينما، حيث تم عرض الفيلم الفنزويلي “علي بريميرا” (Alí Primera). ويحكي هذا الفيلم قصة إيلي رافائيل بريميرا روسيل، المغني والملحن والناشط السياسي الأشهر في فنزويلا، والمعروف شعبيًا باسم “مغني الشعب”، والذي تحتفل فنزويلا بمرور أربعين عامًا على وفاته.
ويُعد هذا الإنتاج الأول للبعثة الوطنية الكبرى “تحيا فنزويلا وطني الحبيب”، وهو برنامج حكومي يهدف إلى دعم الهوية الثقافية للبلاد. كما شهد هذا الحدث تكريمًا خاصًا من السفارة البوليفارية لطلاب الجامعات الذين أتموا تدريبهم بنجاح، بالإضافة إلى المكرمين لجهودهم في ترجمة الفيلم إلى اللغة العربية، في لفتة تؤكد على أهمية التبادل التعليمي والثقافي.
الليلة الكبرى واحتضان مسرح السامر
بلغت الاحتفالات ذروتها في الليلة الختامية التي أقيمت يوم الأحد الموافق 16 نوفمبر على مسرح السامر، في عرض فني استعراضي جمع بين عراقة الفن المصري وأصالة التراث الفنزويلي.
من الجانب الفنزويلي، أتحفت فرقة “أصوات كاراياكا المبهجة” (Voces Risueñas de Carayaca)، الجمهور بعروضها النابضة، التي تمثل رمزًا للتراث الفنزويلي وتحافظ على إيقاعاته الشعبية الأصيلة كالـ “أجوالدوس” و”الفوليا”، حاملةً معها أصداء جبال الأنديز والسواحل الكاريبية.
في المقابل، قدمت “فرقة رضا” المصرية العريقة، رائدة الرقص الشعبي في مصر، عروضًا حيوية مستوحاة من التعبيرات التقليدية لمختلف مناطق البلاد، من الصعيد إلى الريف. واختتمت الأمسية بعرض فني مشترك ومبتكر امتزجت فيه الإيقاعات اللاتينية مع الألحان الشرقية بانسجام تام، مقدمًا نموذجًا حيًا لكيفية بناء جسور الأخوة والاحترام عبر الفن المشترك.
وقد أعرب الفنان تامر عبد المنعم، نائب وزير الثقافة المصري للشؤون الفنية، عن سعادة الحكومة المصرية باستضافة هذه الفعاليات، مشيدًا بقوة الفن كعامل وصل بين الشعوب. من جانبه، وجه السفير ويلمر أومار بارينتوس شكره للسلطات المصرية، وللرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ووزير الثقافة إرنستو فيليجاس، على دعمهم لبعثة “تحيا فنزويلا يا وطني الحبيب” التي مكنت الفرقة من مشاركة أصيل الفن الفنزويلي في القاهرة.
لقد أكدت هذه الاحتفالات، بمشاركتها الواسعة من الدبلوماسيين والجاليتين، أن الثقافة تظل الأداة المثلى لترسيخ الصداقة والاحترام المتبادل، وتضع أساسًا متينًا لمستقبل من التعاون المشترك بين مصر وفنزويلا.
![]()
